يبدأ غزو الأرض بمركبات فضائية تحلق فوق الكوكب، مستكشفة مدى صلاحيته للاستيطان، ونعرف بعدها ما يجري، هبوط فضائيين وحروب ضدهم، ثم انتصارهم بما يحملونه من تكنولوجيا فائقة، لا نقدر على مجاراتها!
ذلك ما اعتادت أفلام هوليوود الأمريكية تصويره في مشاهدها بشأن غزو الفضائيين لنا، لكن يبدو أن الخيال العلمي له جانب من الحقيقة على أي حال، يظهر هذا فيما رصده الجيش الأمريكي خلال أكثر من 70 عامًا من أجسام غريبة أسطوانية، أشبه بالمركبات الفضائية محلقة في مجالها الجوي.
وأخيرًا، خلال الأسبوع الحاليّ فقط، رُصدت 3 أجسام غريبة في أجواء أمريكا الشمالية، لم يتعرف على ماهيتها أحدٌ حتى الآن.
الأجسام التي اكتشفت بالتوالي أيام الجمعة والسبت والأحد، كانت تحلق فوق ألاسكا وكندا وميتشيجان، حتى أسقطتها الطائرات الأمريكية، على جهل بماهيتها.
ويقول الجنرال في الجيش الأمريكي، جلين فانهيرك، قائد الدفاع الجوي والفضاء المشرف على أجواء أمريكا الشمالية، إنه لا يستبعد أن تكون تلك الأجسام الثلاثة، أطباقًا فضائية قادمة من خارج الكوكب، بحسب ما نقلته وكلة أنباء رويترز.
الأمر لذي أعاد فتح ملف الأطباق الطائرة والكائنات الفضائية التي تزور كوكبنا من حين لآخر، والتي ترصدها عدسات الجيش الأمريكي وتعجز عن تفسيرها.
فهل تلك الأجسام الغريبة، مركبات فضائية تستكشف كوكبنا؟
بداية رصد المركبات الفضائية
لم تكن المركبات الـ3 المرصودة أخيرًا هي الأولى التي يُعلَن فيها عن أجسام غريبة، يُشكّ في كونها من المركبات الفضائية، وبالتأكيد بخلاف أفلام هوليوود التي ابتدعت فكرة الغزو الفضائي والأطباق الطائرة، فإن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) لها مع الفضائيين ملف سري، يحتوي على رصد لأجسام غريبة، أشبه ما يكون بالأطباق الطائرة للفضائيين.
وكانت بداية رصد المركبات الفضائية عام 1947، حين ادَّعى الطيار التجاري كينيث أرنولد، أنه شاهد تسعة أقراص طيّارة تنطلق عبر ولاية واشنطن في الولايات المتحدة، بسرعة 1200 ميل في الساعة.
وسرعان ما جرى الإبلاغ عن المئات من المشاهد الأخرى منذ ذلك التوقيت حتى الآن، وإن كان بعضها في القرن الماضي مجرد خدع، فإن كثيرًا منها كان حقيقة، وفق ما تنقله هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي.
ورصدت الاستخبارات الأمريكية ووزارة الدفاع، عددًا من المشاهد الدقيقة التي صُوِّرت بالكاميرات، وتظهر الأجسام الغريبة تحلق بشكل أكثر غرابة، ما أثار الشكوك بخصوص كونها فضائية، وبدأت رحلة محاولة تفسير تلك المشاهدات.
22 مليون دولار لرصد الأطباق الطائرة
أنفقت وزارة الدفاع الأمريكية 22 مليون دولار لإنشاء برنامج سري عام 2004 لرصد الأطباق الطائرة، والتعرف على ماهيتها.
المغامرة الأمريكية التي حملت اسم برنامج تحديد التهديدات الفضائية الجوية المتقدمة توقفت عام 2012، بعد الفشل في تحقيق مهام التعرف على ما يغزو الأجواء الأمريكية، لكنها فقط رصدت غرابة تلك المركبات، إذ وثقت أجسامًا طائرة تتحرك بسرعة كبيرة دون قوة دفع ظاهرة، أو في موقع ثابت دون أي حامل مرئي لها.
ومع انتهاء البرنامج بفشله، ظلت الأجسام المجهولة تحلّق في الفضاء الأمريكي، وظل الجنود والضباط يرصدونها، عامًا تلو الآخر عبر عشرات المشاهدات.
أمريكا تعجز عن تفسير ظاهرة الأطباق الطائرة
تعجز الإدارة الأمريكية عن تفسير ظاهرة الأطباق الطائرة، التي تتكرر مشاهدها عشرات المرات من الجنود والأفراد العاملين في الجيش الأمريكي، خلال عقدين من هذا القرن فقط.
وخلُص تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية، أعد في 2021 ونقلته بي بي سي، إلى أنه من بين 144 مشاهدة لأجسام طائرة غريبة، رصدت منذ عام 2004، لا يوجد أي تفسير إلا لمشاهدة واحدة فقط.
وإن لم يوجد دليل على أن تلك الأجسام هي مركبات فضائية من خارج الكوكب، فإن ذلك احتمال لا يمكن استبعاده، خاصة مع توثيق تلك الأجسام بكاميرات بعض رجال البحرية في عام 2020، والتي تظهر بوضوح أجسامًا أسطوانية غريبة.
كما تتوزّع التكهنات بشأن تلك الأجسام الغريبة، عن كونها مركبات متطورة من إحدى الدول المنافسة لأمريكا كروسيا والصين، أو حتى كونها مركبات أمريكية مصنوعة في برامج سرية تتبع البنتاجون.
البنتاجون يؤسّس مكتبًا لرصد الكائنات الفضائية
أنشأت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون مكتبًا لرصد الأجسام الغريبة المحلقة في سماء الولايات المتحدة، ومن بينها ما يشك في كونه كائنات فضائية.
وفي العشرين من يوليو 2022 أصدر البنتاجون بيانًا، عبر موقعه على الإنترنت، أعلن فيه مهام المكتب الجديد، والمتمثّلة في التعاون مع إدارات وزارة الدفاع لاكتشاف، وتحديد الأجسام الغريبة المحلقة بالقرب من المنشآت العسكرية، ومناطق التدريب وأماكن تحليق الطائرات، إضافة لدرء أي تهديد يواجه الأمن القومي الأمريكي من المركبات الفضائية الشاذة، والأجسام المحمولة جوًا والغائصة بالمياه والعابرة للقارات.