د. تهاني الباحسين

@Dr_Tahani_2030

لن يكون هناك مديح، ولن يكون هناك تطبيل، للواقع الحالي الذي تقوم به الجهات المعنية في مملكتنا الغالية بأهمية التعريف بالتنمية الاقتصادية ودور الإعلام الاقتصادي، حيث ستقيم غرفة الأحساء في المنطقة الشرقية منتدى الإعلام الاقتصادي الخليجي خلال الشهر الحالي. فالحراك التنموي لرؤية المملكة 2030 يحتم إقامة اللقاءات والمنتديات الإعلامية والعلمية التي تقدم شرحًا لواقع حالة الحراك الاقتصادي المتعدد الأوجه، واستشرافا للمستقبل بجميع معطياته للمستثمرين والمواطنين والمقيمين أيضًا.

كما أن إضافة «الخليجي» لمسمى المنتدى تؤكد الارتباط العضوي بين دول الخليج العربي، وأن أي تنمية في أي دولة من دوله هي تنمية للجميع.

أضف إلى ذلك ارتباط عنوان المنتدى بالإعلام الاقتصادي، قدّم المواطن بأنه محط الاهتمام، والإعلام ما هو إلا وسيلة لإيصال المعلومة الاقتصادية الصحيحة والدقيقة، للجمهور، فمن خلاله يُعرَّف بالفرص الوظيفية التي تقدمها الجهات الاستثمارية، حيث أصبح المواطن جزءًا أساسيًّا من عجلة التنمية التي تحتم على الإعلام الاقتصادي القيام بدوره.

فالأهمية التي يحملها عنوان المنتدى يستمدها من الدور الشمولي الذي يقوم به الإعلام بجميع وسائله التقليدية والمعاصرة، على جميع الأصعدة، والإعلام الاقتصادي، خاصة الذي أفرزته ظروف العولمة الاقتصادية، يُضاف إلى ذلك دوره في مخاطبة الرأي العام واهتمامه بتنمية الوعي الاقتصادي لدى أفراد المجتمع، وتجاوز دوره من ناقل للخبر إلى التفسير والاستقراء والاستشراف للمستقبل، أضف إلى ذلك ما يتم من نقاشات اقتصادية مع المسؤولين؛ لتقديم نظرة واقعية لاهتمامات الدولة التنموية.

إن إقامة منتديات مثل هذا المنتدى تُسر المهتمين بالإعلام الاقتصادي، حيث توضح مدى أهمية الوصول للمعلومة من أصحابها، ومن جهات ذات ثقة تركز على الفهم الصحيح، والبُعد عن المغالطات الإعلامية التي قد تُتداول من جهات أو أفراد لا تكترث بصحة المعلومة وآنيتها ومصدرها.

فلقد أصبح فضاء الاتصال العام المعاصر في ظل وسائل التواصل الاجتماعي مليئًا بمعلومات اقتصادية مضللة.

والمتابع للواقع الاقتصادي العالمي يجد أنه يحمل الكثير من المعطيات التي تؤثر على الجمهور، سواءً الداخلي أو الخارجي؛ لذا يقع العبء على الجهات المعنية بالجانب التجاري والصناعي أن يضع أصحاب الاختصاص في دائرة شغف الإعلام الاقتصادي.

فمن ضمن التحيّزات المعرفية التي يسعى الإعلام الاقتصادي إلى تفنيدها نظرية التأطير الإعلامية، والتي يلتقي بها مع الاقتصاد السلوكي. القائمة على الاختيار المحدد، فلأول وهلة عندما تقع منطقة الأحساء على السامع والمشاهد، فالإجابة المتوقعة التمور والإخلاص تحديدًا.

حقيقة الأمر، المنتدى لا يقدم الإعلام الاقتصادي كتخصص، بل أصبح محل اهتمام، ففي هذا المنتدى سيقدم تعريفًا لخيارات متعددة لاستقطاب المستثمرين، فمن يزُر الأحساء وما حولها سيجد في عُمقها وأطرافها خيارات استثمارية متعددة، لاسيما العبق التاريخي والجمال الساحلي والزراعي، يجعل المستثمر يفكر في أن الأحساء الواقع الاستثماري لِمن أراد والإعلام الاقتصادي وسيلته الإقناعية الجاذبة.

* باحثة في الإعلام الاقتصادي