MesharyMarshad@مشاري العقيلي

يعكس انفتاح المملكة الاستثماري على دول العالم تهيؤها واستعدادها لأداء أدوار أكبر في الاقتصاد العالمي، والإسهام بفعالية في التنمية الشاملة التي تتحقق معها مصالح الجميع، وذلك مسار يتناسب مع قاعدة تحقيق المصالح مع الجميع، فالسعودية إحدى أكثر دول العالم قبولًا واحترامًا، ولها علاقات ثنائية ناجحة مع أغلبها إن لم يكن جميعها، وهي من الحالات الفريدة على الصعيد الدولي التي تستحق استثمارها بما يعود بالنفع للجميع.

في القارة الأفريقية تمتد علاقات المملكة بصورة تتناسب مع حضورها الدولي، وهي من الأسواق الواعدة التي يمكن الاستثمار فيها بما يحقق التنوع الاقتصادي، ولذلك كانت لها مشاركتها في فعاليات مؤتمر التعدين الأفريقي «إندابا» 2023 تحت مظلة استثمر في السعودية، الذي استضافته جنوب أفريقيا تحت شعار «إطلاق العنان لاستثمارات التعدين الأفريقية: الاستقرار والأمن والإمداد»، في مركز كيب تاون الدولي للمؤتمرات، خلال الفترة من 6 - 9 فبراير 2023.

تلك المشاركة تعزز قدرات المملكة الاقتصادية من خلال عرض إمكاناتها من جهة، والاستفادة مما لدى الآخرين من فرص استثمارية لاغتنامها أو المشاركة فيها، وذلك ما برز من حضور فعَّال لوزارة الاستثمار، وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية «ندلب»، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، والمركز الوطني للتنمية الصناعية، وهي جهات معنية بمنظومة الاستثمار، سواء بشكل عام أو يختص بالتعدين.

كان للمملكة جناح في هذا المؤتمر أبرز جهودها الكبيرة للنهوض بقطاع التعدين من خلال تسهيل عملية الوصول إلى البيانات الجيولوجية، والتحديثات التي أجريت على الأنظمة والتشريعات لتهيئة المناخ لجذب الاستثمارات، وبناء أسس للاستدامة وتطوير قطاع تعدين قائم على سلاسل القيمة المتكاملة، فهذا القطاع أصبح من القطاعات التي تتحقق معها القيمة المهمة والكبيرة للناتج المحلي الإجمالي.

ويمثل قطاع التعدين إضافة استثمارية كبيرة لمنظومة الاستثمار الوطنية، ورافدا حيويا للدخل، ولذلك ينبغي التوسع في استثماراته محليا أو بالشراكة مع الجهات الدولية التي تمتلك التقنيات والرساميل الضخمة، وهو أحد قطاعات التنوع الذي نتطلع إليه، ما يعني المضي قدمًا في تعزيز استثماراته وتنويعها، وتأسيس بنية تحتية قوية تواكب أهداف بلادنا في الاستفادة من ثرواتنا المعدنية على المدى البعيد، وتحويل الخام إلى منتجات تستوعبها الأسواق الدولية وتعود بالخير على المملكة واقتصادها.