عبدالرحمن السليمان

ثلاثة أيام أقامت خلالها الفنانة منى النزهة معرضا شخصيا في قاعة تراث الصحراء بالخبر، لم تكن كافية لتجربة فنية تعود إلى قرابة الأربعين عاما عندما خطت بداياتها، والقاعة على قلة معارضها الفردية خلال الفترة الأخيرة إلا أنها القاعة الأقدم في المنطقة الشرقية بعد أن أقفلت التراث العربي أبوابها. معرض منى النزهة قدم تجربة الفنانة التي بدأت مبكرا ومنذ أن كانت على مقاعد الدراسة الثانوية عندما انضمت إلى مرسم الدمام مع شعاع مجدل الدوسري ومنيرة العماري ومنيرة السيف وزهرة باحبيش وأسماء أخرى غابت عن الساحة بعد بدايات محدودة، وأشرفت على المرسم ودربت العضوات الفنانة الراحلة منيرة موصلي في الثمانينيات. ومعرض منى في تراث الصحراء طرح أعمالا معظمها جديد، بعضها يعرض لأول مرة خاصة والبعض الآخر في معرض أقامته العام الماضي في قاعة (جسفت) بالرياض.

أعمال المعرض حملت شخصية وأداء الفنانة والذي عرفته مبكرا من خلال بعض مشاركاتها المتفرقة. منى تعتبر الفن بالنسبة لها حالة تعبير مطلقة، تنجز عملها وفق لحظات الممارسة الفنية وتداعياتها دون تأثير أية أفكار مسبقة قد تحد من طلاقة التعبير وانفعال الفنانة مع عناصرها وتقاطيع عملها مع وضوح خبراتها وثقافتها الفنية. رسمت بكثير من الحرية التي أشارت إلى أهميتها بالنسبة لها، فالرسم متعة آنية معها تختار اللون والمادة والأداة والفكرة كما ترسم العناصر وتحورها بما يعبّر عن موضوع ما قد تستحضره وتدور حوله. المعرض تضمن عددا غير قليل من الأعمال والصالة امتلأت بلوحات اختلفت مقاساتها كما تنوعت أفكارها وتواريخها وإن تمحورت نحو المرأة التي تعتبرها قضيتها، فرسمت بعض الشخصيات النسائية كما رسمت التأمل والحزن والفرح ورسمت العناق والأخوة والصداقة والجمال. كانت الفنانة وفي أعمال سابقة قد عكست ذات الاهتمام بالإنسان والمرأة على الخصوص، وهي بهذا المعرض تجدد حضورها وتعمق شخصيتها الفنية.

aalsoliman@hotmail.com