اليوم- طاهر عبد العزيز

أيام من المعاناة بعد الزلزال شهدها سكان شمال سوريا، حين تركوا في مواجهة تبعاته بمفردهم مع ما يمتلكونه من إمكانيات هزيلة، لا تقوى على إنقاذ عدد كبير من المتضررين تحت الأنقاض، ولا توفير رعاية كافية للناجين منهم.

ولـ3 أيام كاملة بعد الزلزال حُرم الشعب السوري في الشمال من الإمدادات اللازمة لإنقاذ منكوبي الزلزال، بعد أن تضرر المعبر الوحيد الواصل بين المنطقة وتركيا، والذي من خلاله دخلت المساعدات القليلة بالفعل، بعدما أُصلح.

وبعد مفاوضات بين الأمم المتحدة والنظام السوري، أعلن الأخير فتح معبرين إضافيين لتسهيل وصول المساعدات الدولية لشمال البلاد التي تحتاج إلى إمدادات عاجلة.

القرار الذي جاء من الرئيس السوري، بشار الأسد، رحبت به الأمم المتحدة، معتبرة أن فتح معبري باب السلام والراعي لثلاثة أشهر مبدئيًا، هو انفراجة مهمة لمنكوبي الزلزال.

ولازم فتح المعابر قرار بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وتسريع الموافقة على التأشيرات، وتسهيل السفر بين المحاور.

مساعدات مقبلة لشمال سوريا

من المتوقع أن يستقبل الشمال السوري حزمة مساعدات أممية ودولية خلال الفترة المقبلة، بعد تسهيل الوصول له مؤقتًا، بعد أن استغاث العاملون في المجال الإنساني وفرق الإنقاذ في سوريا بنداءات عاجلة مسبقًا، من أجل المزيد من الآليات الثقيلة لإزالة الأنقاض والحطام في البلدات والقرى التي دمرتها الزلازل الأسبوع الماضي، إلى جانب الإمدادات الطبية.

وينقل موقع الأمم المتحدة على الإنترنت على لسان المتحدث باسمه، ستيفان دوجاريك، أن المساعدات ستشمل سيارات إسعاف وأدوية ومأوى ومواد غير غذائية، وأيضًا أدوات التدفئة والإمدادات الغذائية الطارئة، ومساعدات في مجال المياه والصرف الصحي.

من جانبها قالت وكالة تنسيق المساعدات التابعة للأمم المتحدة، إن مناطق حارم وعفرين وجبل سمان هي الأكثر تضررًا في شمال غرب سوريا، وأنها استقبلت حتى الآن ما يزيد على 50 شاحنة محملة بمساعدات من خمس وكالات أممية.

شمال سوريا الأقل استقبالًا للمساعدات

في حين انهالت المساعدات الدولية على المناطق سهلة الوصول في تركيا وسوريا، ظل الشمال السوري محاصرًا خلال أول 3 أيام بعد الزلزال، دون وصول المعونة له، في ظل الضرر الكبير الملحق بالمباني الهشة فيه، والمتضررة سابقًا بفعل الحرب.

وظل المعبر الوحيد الذي تصل من خلاله المساعدات، هو باب الهوي، مغلقًا بسبب تضرره حتى جرى إصلاحه، ما تسبب في قلة وصول المساعدات له، ووصلت أول شحنة إمدادات في الـ 9 من فبراير، بعد أن واجه سكان المنطقة الزلزال وتوابعه بمفردهم مع إمكانياتهم القليلة لـ 3 أيام كاملة.

وفي شمال سوريا يعاني الشعب بسبب الحرب من نفاد المؤن الطبية، وتلف معدات الإنقاذ، وأصبح مصدر الاحتياجات الأولية التي لا غنى عنها للحياة هو المساعدات الدولية، التي تصل إلى ساكني المنطقة عبر تركيا، وانتشرت الأمراض المتضمنة، بالطبع الكوليرا لسوء الغذاء وتلوث مصادر المياه.