د. أحمد الكويتي@Ahmedkuwaiti

ما هي المهارات التي يتمتع بها الشخص لتجعله قادرًا على التفكير الإيجابي، يسوّق لنفسه، لديه رؤية وهدف، وعنده طموح ومختلف عن الآخرين، متميّز فيما يقوم به، وصاحب حضور قوي، ولديه فكر إستراتيجي، ويطوّر من نفسه، ويكتسب المهارات، ويقتنص الفرص؟

أردتُ بهذه المقدمة أن أستهل مقال اليوم، في الإجابة عن التساؤلات السابقة، عن ظاهرة الشخصية الفعَّالة التي تقودنا إلى الحركة والحيوية، وتدفعنا إلى الإيجابية.

إن التعرف على الشخصية الفعَّالة مهم، وذلك لأنه يعود علينا بالعديد من الثمار في حياتنا، فلا يوجد شخص لا يريد أن يحقق إيجابيات كثيرة في حياته تجعله سعيدًا، ينظر إلى الأشياء من حوله نظرة إيجابية يملؤها التفاؤل والثقة بالنفس والأمل والتفكير الإيجابي والتدين والرضا عن نفسه فيما يقوم به؛ للوصول إلى أهدافه بالطرق المشروعة، وتقييم الأشياء بطريقة صحيحة، وإذا قمنا بالتعرف أكثر على الشخص الفعَّال نجد أنه يطوّر من ذاته، وعنده المقدرة على إنشاء أفكار جديدة، وتطوير حلول لأي تحديات قد يواجهها، فلا يبقى في الماضي، ويسمح لنفسه بأن يكون مقيدًا بمسار تقليدي فيقف مكانه، ولا يخاف من المستقبل فلا يقوم باكتشافه، ويشعر بالخوف منه.

إن الذي يُميِّز الشخص الفعَّال عن غيره أن لديه وثبة تأملية في بُعد المعنى والتأصيل للبحث عن أفضل الحلول التي تجعله متميزًا عن طريق برنامج مبنيّ على أولويات، ولا يتردد في السعي إلى تحقيق النجاح عن طريق الجودة في الأداء والتميُّز في الإنتاجية. وهذا لن يتحقق إلا إذا كنا أصحاب شخصيات فعَّالة تقودنا وتدفعنا دفعًا نحو النجاح والتفوق.

وما يجعل الشخص الفعَّال ناجحًا في حياته هو أنه يقوم بتسويق أفكاره حتى يحقق أهدافه، وبعبارة أخرى، يقدم الفكرة التي يريدها بأي صورة من صور التفاعل حتى يصل بفكرته إلى ما يريد أن يحققه.

وهو شخص إداري وقائد؛ لكونه صانع قرار حازمًا، ولقدرته على اتخاذ قرارات سريعة وصعبة بمعلومات مرتَّبة وتفكير عقلاني منظَّم عند مواجهة قرار صعب.

يميل الأشخاص الفعَّالون أيضًا إلى الإبداع، فعندهم رؤية وأهداف وتحويل أو ابتكار الأفكار الجديدة إلى حقيقة على أرض الواقع، وتبني الأفكار الإيجابية وتطبيقها في كافة تفاصيل حياتهم أثناء التفكير، وعادة ما يحب الأشخاص الفاعلون ما يفعلونه حتى يصلوا إلى غايتهم ويحققوا طموحاتهم.

وتعتبر المرونة إحدى السمات التي يتمتع بها الأشخاص الفعَّالون ويستطيعون من خلالها التكيف والقدرة على مواكبة كافة التغيرات التي تواجههم والنجاح في أي مشكلة قد تواجههم

وبمفهوم المخالفة نجد أن فقدان الروح الفعَّالة في حياة الناس، وطغيان للشخصية الخاملة غير المبالية التي تستثقل التحرك لما فيه مصلحة راجحة لها، ينعكس بالسلب على حياتهم، ويعطلهم عن كثير من المهام، ويفقدهم المزيد من المكاسب.

إن ثقافة النوم والخمول لا نجدها في الإسلام مطلقًا؛ لذا حرص النبي «صلى الله عليه وسلم» على أن يعلِّم الأمة أن تتعوذ في أذكار الصباح والمساء من العجز والكسل حتى يبدأ المسلم يومه بكل نشاط وحيوية وطاقة فعَّالة في المجتمع ينفع بها نفسه والآخرين.

وخلاصة القول: نستطيع أن نقول إن الشخصية الفعَّالة هي شخصية تعرفت على مقوِّمات وسمات تقودها إلى الإبداع، وتنمية ذاتها، والوصول بها إلى أعلى مكانة، وفي الوقت نفسه استطاعت أن ترتّب أفكارها؛ لتصل بها إلى ذروة النجاح والتفوق.