هل ما يحدث في المطاعم من استخدام (سفرة) بلاستيكية على كل طاولة عميل، وربطها بعد أن ينتهي العميل بما بقي من طعام بعد ذلك لتُرمى في الحاوية خارج المطعم، ثم بعد ذلك تُنقل إلى (المردم)؛ ليتم إحراقها أو دفنها أمر طبيعي أم عبثي، ويجب أن يتوقف؟!
للأسف هذا نهج أغلب المطاعم التي تقدم (الكبسات) والفول والتميس مع (السُّفر) البلاستيكية والسبب يكمن في سعر البلاستيك الرخيص وراحة لأصحاب المطاعم الذين ربما آخر همّهم الاهتمام بالبيئة؛ ما جعل أصحاب تلك المطاعم يستخدمونها دون اعتبار لما تسببه من تدمير للبيئة بالكم الهائل من البلاستيك.
يقول أحد الزملاء بعد أن تحدثت معه بحرقة عن إسرافنا في حق البيئة بهذه التصرفات وغيرها؛ نتيجة لاستخدامنا المفرط للبلاستيك، قال ما زلت أتذكر ما حدث لي عندما كنت أدرس في كندا قبل أكثر من عشرين سنة، عندما انتهيت من التسوق في (السوبر ماركت)، وبعد أن دفعت الحساب لم أجد أكياس بلاستيك التي (أضب) فيها أغراضي!
قلت للمحاسب أين (الأكياس)، قال لقد مُنِعت من قِبَل قسم حماية البيئة؛ لما يسببه البلاستيك من أضرار على البيئة!! قلت: جميل اهتمامكم بالبيئة، وماذا عن الاهتمام بعملائكم من أمثالي، كيف يتصرف، وكانت نظرتي فيما يخص الاهتمام بالعميل قاصرة حينها!! يقول زميلي شاهدت جميع العملاء من المتسوقين قد أتوا وكل عميل معه سلة (زنبيل)، ولم ألحظ عليهم علامات سخط من عدم توافر أكياس البلاستيك، بل كانوا متعاونين لأن ثقافة المجتمع عن أهمية الحفاظ على البيئة وحسّ المسؤولية لديهم عال، قارنوا في خيالكم بين مشهد (الزنابيل) الكندية و(كومة) الأكياس البلاستيكية عند كل محاسب عندنا، سواء كانت بقالة صغيرة أو هايبر ماركت..!! ولقد تنبّهت أغلب الدول الصناعية لخطورة البلاستيك على البيئة وما يسببه من آثار مدمرة، ومن هذه الدول بريطانيا، حيث أكدت وزيرة البيئة البريطانية تيريز كوفى، أنه سيتم هذا العام حظر مجموعة من المواد البلاستيكية الملوثة التي تستخدم لمرة واحدة كحاويات الطعام من الأطباق البلاستيكية، وأكواب البوليسترين وغيرها.
وهذه القوانين لم تأتِ من فراغ، فقد أثبتت الدراسات الآثار المدمرة للبلاستيك؛ نتيجة لوجود المواد الكيميائية الخطرة التي تدخل في تصنيع حبيبات البولي إثيلين، والتي يزيد عددها على 20 مادة قد تتحلل وتتسرب إلى التربة والمياه مسببة أضرارًا بيئية؛ لأن النفايات البلاستيكية لا تتحلل بسهولة، وتحتاج إلى عشرات السنين لتتحلل؛ مما يسبب أضرارًا كارثية على صحة البشر والحيوانات والنباتات.
رسالة إلى مَن يهمه الأمر، أن يصدر قرارًا بمنع استخدام السُّفَر البلاستيك بهذه الطريقة العبثية، وبعد نجاح هذه الخطوة مع المطاعم، الانتقال لدراسة منع الأكياس البلاستيكية في الأسواق مستقبلًا أو تقنينها أو استبدالها بأكياس صديقة للبيئة سريعة التحلل، ومع هذا المنع نكون خطونا الخطوة الأولى نحو فرز النفايات؛ ليسهل إعادة تدويرها والاستفادة منها، والمكاسب من هذا الفرز عديدة، منها على سبيل المثال، الإقلال من حجم النفايات على المرادم، والحفاظ على البيئة من الانبعاثات، وعلى التربة من التسربات، وسلامتك.
Saleh_hunaitem@