حلَّ المشهد الناري الانفعالي محل نظيره السياسي في لبنان جرّاء الجوّ المعيشي المشحون بفعل تحليق سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق الموازية.
وفاقم الأوضاع سوءًا وقلقًا ما نقلته قنوات فضائية عن أن واشنطن على مسافة خطوة واحدة من فرض عقوبات على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بعد كشف علاقة البنك المركزي بمموّلين لـ«حزب الله» وعلاقة الحزب بسلامة.
نفي المعلومات
وعلى الرغم من مسارعة مصدر دبلوماسي أمريكي إلى نفي هذه المعلومات، فإن هذا لم يوقف خوف المودعين على أموالهم وقلق المواطنين على مصيرهم في لبنان وسط ارتفاع جنوني للأسعار، مما زاد الأزمة المعيشية التي هم فيها منذ سنوات.
المصارف في لبنان
ميدانيًّا، تواصل جمعية «صرخة المودعين» حراكها واستهدفت 6 مصارف، أضرمت فيها النار بمنطقة «بدارو»، ثم توجّهت إلى منزل رئيس جمعية المصارف سليم صفير في «حرش تابت».
وأكدت مصادر الجمعية، أن ما حصل أمام المصارف صباحًا يتكرر الآن أمام منزل صفير، إذ أشعل المحتجون النيران، مؤكدة أنه لا حدود لتحركهم.
وأشارت المصادر إلى أن اليوم كان دور منطقة «بدارو» وغدًا موعد آخر لم تحدد الجمعية حتى الساعة مكانه.
مكاسب الأحزاب والدولة المفلسة
من جهته، رأى العميد خالد حمادة؛ في تصريح، أن ظروف التداعيات الأمنية بالبلد في مفهومها الخطر الذي يراودنا دائمًا مع كل أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية غير متاحة وغير ناضجة.
وقال: اللبنانيون اليوم مستنفرون اجتماعيًّا، ولكن غير مستنفرين على خلفية مواقف سياسية لأحزاب أثبتت عدم قدرتها على التعامل مع الأزمة، وأثبتت أنها تحاول إعادة الاستئثار في السلطة وتثبيت مكاسبها عبر الدولة المفلسة، لذا لا أنظر بعين القلق للتداعيات الأمنية التي من المحتمل أن تحدث.
متاريس بخلفية سياسية ومذهبية
أضاف حمادة: «اللبنانيون يعلمون جيدًا أن انتخاب رئيس للجمهورية سيلغي النقاش والجدال بخصوص من يكون الرئيس، ولكن لن تحلّ أي أزمة أخرى، ومن ثم الأزمة في البُعد الأمني لا أراها ولا أجد أن هناك في لبنان مَن يستطيع أن يقيم متاريس على خلفيات سياسية ومذهبية في البلد، كما حدث في الطيونة وغيرها وفشل».
وشدّد على أن «الأزمة في البلد ستبقى متصاعدة، والعمليات الأمنية المتعلّقة بالنشل والسرقة ستتزايد».
وختم حمادة بالقول: «لبنان بحاجة إلى عقل يديره، وهذا العقل غير متوافر حاليًا، ولا تظهر بوادر بأن المجموعات السياسية في البلد ستنتج عقلا مغايرًا».