تتحامل على نفسك كل صباح شتوي بارد حتى تستطيع القيام من سريرك؟ تبدو كسولًا وتريد العودة للنوم مرة أخرى هربًا من الجو البارد؟ هذه هو حال الكثير من الأشخاص في الفصل البارد.. فهل فعلا نحتاج للمزيد من النوم في الشتاء؟
بحسب دراسة جديدة نشرتها مجلة Frontiers in Neuroscience، فإن الاستهزاء بكلمة كسول قد يكون في غير محله، إذ تشير إلى أن البشر قد يحتاجون إلى مزيد من النوم خلال الأشهر الباردة.
حركة العين السريعة
وجد تحليل الأشخاص الذين خضعوا لدراسات النوم أن الأشخاص يتعرضون لاضطراب نوم حركة العين السريعة في الشتاء.
بينما بدا أن إجمالي وقت النوم في الشتاء أطول بنحو ساعة في الشتاء عن الصيف، إلا أن هذه النتيجة لم تكن ذات دلالة إحصائية.
ومع ذلك، فإن نوم حركة العين السريعة - المعروف بارتباطه المباشر بالساعة البيولوجية، والتي تتأثر بتغير الضوء - كان أطول بمقدار 30 دقيقة في الشتاء عنه في الصيف.
يشير البحث إلى أنه حتى في سكان المدن الذين يعانون من اضطراب النوم، فإن البشر يعانون من هذا الاضطراب لفترة أطول في الشتاء مقارنة بالصيف ونومًا أقل عمقًا في الخريف.
يقول الباحثون إنه إذا كان من الممكن تكرار نتائج الدراسة في الأشخاص الذين يتمتعون بنوم صحي، فإن هذا يوفر الدليل الأول على الحاجة إلى تعديل عادات النوم لتناسب الشتاء، ربما عن طريق النوم في وقت مبكر في الأشهر الباردة.
ما هو نوم حركة العين السريعة ؟
تم اكتشاف نوم حركة العين السريعة لأول مرة في الخمسينيات من القرن الماضي، عندما لاحظ العلماء الذين يدرسون الرضع النائمين أن هناك فترات مميزة كانت فيها عيونهم تتحرك بسرعة من جانب إلى آخر، واكتسبت هذه السمة اسم نوم حركة العين السريعة (REM).
ماذا يحدث أثناء (REM)؟
أثناء نوم حركة العين السريعة، تتحرك عيناك بسرعة خلف أجفانك المغلقة، ويزداد معدل ضربات القلب، ويصبح تنفسك غير منتظم، على عكس مراحل النوم الأخرى، حيث تتباطأ موجات دماغك، ويكون دماغك نشطًا للغاية أثناء نوم حركة العين السريعة، وتصبح موجات دماغك أكثر تنوعًا.
أثناء نوم حركة العين السريعة، يعمل جزء كبير من جسمك بالطريقة نفسها التي يعمل بها عندما تكون مستيقظًا، وافترض الباحثون أن هذا إجراء وقائي، يهدف إلى منعك من تنفيذ أحلامك وإيذاء نفسك.
النوم حسب الموسم
قال الدكتور ديتر كونز، مؤلف للدراسة من عيادة النوم في مستشفى سانت هيدويج بألمانيا: الموسمية موجودة في كل مكان في أي كائن حي على هذا الكوكب، وعلى الرغم من أننا ما زلنا نؤدي أداءً دون تغيير خلال فصل الشتاء، فإن فسيولوجيا الإنسان تخضع للتنظيم المنخفض.
وأكمل: بشكل عام، تحتاج المجتمعات إلى تعديل عادات النوم بما في ذلك المدة والتوقيت حسب الموسم، أو تعديل مواعيد المدرسة والعمل وفقًا لاحتياجات النوم الموسمية.
أثناء نوم حركة العين السريعة، يزداد نشاط الدماغ وقد يحلم الناس، يبدأ النوم الطبيعي بثلاث مراحل من النوم غير الريمي في البداية ، تليها فترة قصيرة من نوم الريم.
في حين يقر الباحثون بأن النتائج بحاجة إلى التحقق من صحتها لدى الأشخاص الذين لا يعانون من صعوبات في النوم، فإن التغيرات الموسمية قد تكون أكبر في الأشخاص الأصحاء.
في الدراسة، خضع 292 مريضًا لفحوصات تسمى تخطيط النوم، يتم إجراؤها بانتظام على المرضى الذين يعانون من صعوبات متعلقة بالنوم، يُطلب منهم النوم بشكل طبيعي في مختبر خاص بدون منبه، ويمكن مراقبة جودة ونوع النوم بالإضافة إلى مدة النوم.
بعد إجراء استثناءات للأشخاص الذين يتناولون أدوية تؤثر على النوم، والأخطاء الفنية، وبالنسبة لأولئك الذين ربما تخطوا المرحلة الأولى من حركة العين السريعة، بقي 188 مريضًا في الدراسة الجديدة.