اليوم- الدمام

توالت المساعدات الإنسانية على تركيا بعد الزلزال الذي ضرب البلاد بقوة 7.8 درجة بمقياس ريختر، وامتد تأثيره إلى شمال سوريا، ما أدَّى إلى وفاة أكثر من 45 ألف شخص، فضلًا عن أضعافهم من المصابين.

جاءت المساعدات أيضًا من دولتي السويد وفنلندا، في وقت تجمعهما بتركيا علاقات جامدة نسبيًا بشأن عضويتهما في حلف الناتو، إذ يعلّق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، العملية ويطالب ستوكهولم وهلسنكي بالوفاء بمعايير صارمة قبل المضي قدمًا في التصديق.

يُعرف ما قامت به السويد وفنلندا ومن مساعدات وجهود إغاثية في تركيا بـدبلوماسية الزلزال.. فهل يمكنها أن تخفف من حدة أنقرة تجاه التصديق على ضم الدولتين إلى حلف شمال الأطلسي؟

دبلوماسية الزلزال بين تركيا واليونان

ضرب زلزال قوي تركيا عام 1999 بالقرب من مدينة إزميت، وكان اليونانيون من بين أول من استجابوا للمساعدة، رغم العداء الذي استمر عقودًا بين البلدين، وبعد بضعة أشهر عندما ضرب زلزال بقوة 6.0 درجات أثينا، رد الأتراك بالمثل.

أدَّى إظهار حسن الجوار إلى تخلّي اليونان عن اعتراضاتها على أن تصبح تركيا دولة مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، وهو أمر يأمل صانعو السياسة بفنلندا والسويد في تكراره، وفقًا لوكالة رويترز.

ما المساعدات التي قدمتها السويد وفنلندا؟

قدَّم السويديون حتى الآن 3.3 مليون يورو في شكل دعم إنساني، وأرسلوا أكثر من 50 خبيرًا في البحث والإنقاذ وكلاب البحث والفرق الطبية إلى تركيا.

وقال وزير التعاون الإنمائي الدولي السويدي، يوهان فورسيل، إن الدعم الأساسي الذي تسهم به السويد بالفعل يُحدث فرقًا كبيرًا على أرض الواقع في تركيا وسوريا، وفقًا لموقع يورونيوز.

وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي، عقدت السويد، التي تتولى حاليًا الرئاسة الدورية للمجلس الأوروبي، آلية الاستجابة المتكاملة للأزمة السياسية التابعة للكتلة الأسبوع الماضي، لتنسيق كل دعم الاتحاد الأوروبي لتركيا وسوريا على المستوى السياسي.

وفي فنلندا كان رد الحكومة سريعًا وقويًا، ووفَّرت هلسنكي أماكن إقامة دافئة للطوارئ، بما في ذلك الخيام والمواقد لـ3000 شخص، وتسليم الإمدادات المنسق من خلال الناتو.

وأرسل الفنلنديون خبراء في البحث والإنقاذ، كما أسهموا من خلال الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ التابع للأمم المتحدة، والذي قدم حتى الآن 50 مليون دولار.

كيف تنظر تركيا لانضمام السويد وفنلندا إلى الناتو؟

وجَّه أردوغان سابقًا اتهامات للسويد وفنلندا بأنهما أماكن تؤوي الإرهابيين وأشخاصًا يشكّلون خطرًا على الأمن القومي التركي.

يوضّح السياسي الفنلندي، أوزان يانار، أنه يعتقد أن هذه الكارثة ستغيّر المشهد السياسي التركي والمناقشات التي كانت تدور فيه، مشيرًا إلى أن تركيز تركيا سينصب على الزلازل وسيستمر على ذلك فترة طويلة، وفقًا لتصريحاته لموقع يورونيوز.

وقال ينار إنه يعتقد أنه من غير المرجّح أن يحاول أي سياسي تركي تحويل التركيز بعيدًا عن أي إخفاقات رسمية في الاستعداد للزلزال أو الاستجابة لها، إذ سيجدون أنفسهم وسط انتقادات سياسية ضخمة.

وتريد أنقرة أن ترحل فنلندا والسويد قرابة 130 شخصًا، تصفهم بأنهم إرهابيون، قبل أن توافق على مساعيهم للانضمام إلى الناتو، وأعلن أردوغان في يناير الماضي أن دول الشمال يجب أن تسلم الإرهابيين، فيما تصر السويد أن تركيا قدمت مطالب لم ولن تُلبّى.