د. شجاع البقمي يكتب:shujaa_albogmi@

دائما ما تكون اقتصادات المدن هي العصب الرئيسي لأي اقتصاد، بل إن بعض اقتصادات دول العالم تقف وتعتمد على اقتصادات هذه المدن بشكل ملحوظ، فحينما ينمو اقتصاد المدن ينمو معه الاقتصاد الوطني ويعيش مرحلة من الحيوية والقدرة على تحقيق قدر أكبر من الاستقرار، والقوة الكافية على مواجهة التحديات التي قد يشهدها الاقتصاد العالمي من حين لآخر. ويمثل إعلان سمو سيدي ولي العهد -حفظه الله-، عن إطلاق شركة تطوير المربع الجديد، التي تستهدف تطوير أكبر داون تاون حديث عالميا في مدينة الرياض، نقلة نوعية جديدة، من شأنها الإسهام بشكل قوي وحيوي في تطوير مستقبل العاصمة «الرياض»، تماشيا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

وسيعتمد مشروع المربع الجديد في تصاميمه على تطبيق معايير الاستدامة ورفع مستوى جودة الحياة، ومن ذلك المساحات الخضراء، وتوفير مسارات للمشي، وتعزيز المفاهيم الصحية والرياضية والأنشطة المجتمعية. كما يضم المشروع متحفا مبتكرا، وجامعة متخصصة في التقنية والتصميم، ومسرحا متكاملا متعدد الاستخدامات، وأكثر من 80 منطقة للعروض الحية والترفيهية.

ويقع المشروع على تقاطع طريقي الملك سلمان والملك خالد شمال غرب مدينة الرياض، على مساحة تتجاوز 19 كم²، ومساحة طابقية تصل لأكثر من 25 مليون متر مربع، وبطاقة استيعابية تتجاوز مئات الآلاف من السكان، حيث سيوفر المشروع 104 آلاف وحدة سكنية، و9 آلاف وحدة ضيافة، ومساحات تجارية تمتد لأكثر من 980 ألف متر مربع، بالإضافة إلى 1.4 مليون متر مربع من المساحات المكتبية، إلى جانب حوالي 620 ألف متر مربع لمرافق الترفيه، وحوالي 1.8مليون متر مربع للمرافق المجتمعية.

وستعمل شركة تطوير المربع الجديد على بناء أيقونة «المكعب»، ليجسد رمزا حضاريا عالميا لمدينة الرياض، فيما يأتي إطلاق الشركة تماشيا مع إستراتيجية صندوق الاستثمارات العامة، الهادفة لإطلاق إمكانيات القطاعات الواعدة، وتمكين القطاع الخاص وزيادة حجم المحتوى المحلي، والإسهام في تطوير المشاريع العقارية ومشاريع البنية التحتية المحلية، وتنويع مصادر دخل الاقتصاد المحلي. كما سيسهم المشروع في دعم الناتج المحلي غير النفطي بما يصل إلى 180 مليار ريال، واستحداث 334 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

هكذا مشروع... سيحدث نقلة نوعية كبيرة على صعيد تحقيق مستهدفات العاصمة «الرياض»، بأن تكون أحد أكبر 10 اقتصادات مدن في العالم أجمع، فالرياض تمتلك ولله الحمد مرتكزات قوية جدا، من خلالها يمكن تحقيق هذا الهدف، حيث تتوافر البنية التحتية المتميزة، والمشاريع الاستثمارية الجاذبة، والقوة الشرائية، هذا بالإضافة إلى الموقع الجغرافي المهم، والقدرة الهائلة على استيعاب أكبر قدر ممكن من الشركات العالمية والمشاريع النوعية.

المشاريع النوعية... ينظر لها العالم أجمع بنظرة احترام واهتمام... احترام لقيمة هذه المشاريع وحيويتها، واهتمام للاستثمار في هذه المشاريع والمساهمة في تنفيذها وتشغيلها... ومن نجاح إلى نجاح -بإذن الله- في هذا الوطن العظيم.