مها العبد الهادي- الدمام

أعلنت اللجنة البريطانية لحرية إيران أن نوابًا وشخصيات سياسية من مختلف الأحزاب البريطانية سيعقدون مؤتمرًا بخصوص إيران بعد غد الأربعاء، لمناقشة ما ستعنيه الانتفاضة الإيرانية المستمرة على مستوى البلاد بالنسبة لمستقبل النظام، واحتمال حدوث ثورة جديدة في البلاد، والاستجابة السياسية البريطانية المناسبة للتطورات.

وسيقدم عضو البرلمان الاسكتلندي السابق ومنسق الحملة من أجل التغيير في ستروان ستيفنسون، كتابه الجديد الدكتاتورية والثورة: إيران - التاريخ المعاصر، الذي يروي المنظور التاريخي الأكبر لنضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية ضد الملالي.

ومع استمرار الانتفاضة في إيران في شهرها السادس، ومع وفاة أكثر من 750 شخصًا واعتقال أكثر من 30 ألفًا، فإن نشر الكتاب الجديد جاء في الوقت المناسب ليعبّر عن بصيرة ثاقبة لمؤلفه، ويرسم الكتاب التاريخ السياسي لإيران منذ بداية القرن العشرين.

التحالف الفاسد والوحشي

يستخلص ستيفنسون الحقائق ذات الصلة بالشخصيات السياسية الأكثر أهمية في البلاد والتحديات المدنية.

ويوضّح الكاتب الانتكاسات التي أحبطت على مدى أجيال التطلعات الديمقراطية للشعب الإيراني، أي التحالف الفاسد والوحشي، الضمني أو الصريح، لأتباع الملالي في إيران.

ثورة غضب في أوروبا ضد إرهاب الملالي - اليوم

ابن الشاه المخلوع

في الوقت الذي يحاول فيه نظام الملالي سحق كل معارضة خلال الانتفاضة الوطنية الحالية، يسلّط ستيفنسون الضوء بشكل مؤلم على المخاطر الأخلاقية والجيوسياسية الناتجة عن الأوساط السياسية الغربية المنفصلة عن واقع إيران، والتي تظهر بالكامل من خلال دعوة رضا بهلوي، ابن الشاه المخلوع، إلى مؤتمر ميونيخ للأمن نهاية الأسبوع الماضي.

السيدات عنصر قوي لإسقاط النظام الإيراني - اليوم

المعارضة الديمقراطية الحقيقية

يقول الكاتب: في حين أنه لا ينبغي أن يتطلب الأمر جهدًا فكريًا لنرى أن قادة إيران قد فقدوا أي تظاهر بتفويضهم للحكم، عندما تطلق قوات الأمن النار على الشابات وحتى طالبات المدارس اللائي يطالبن بالتخفيف من الاستبداد في أكثر من 300 مدينة، يجب على الغرب تركيز انتباههم على المعارضة الديمقراطية الحقيقية لنظام الملالي وليس الانتهازيين الغامضين.

رجوي أيقونة المعارضة والمقاومة الإيرانية - اليوم

اللجنة البريطانية لحرية إيران

تركيز ستيفنسون لسنوات عديدة على انتهاكات حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، ولا سيما إيران، وإلمامه المباشر بالطبيعة الحقيقية وتاريخ حركة المعارضة الديمقراطية، ومجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، يُضفي عمقًا من الخبرة على الموضوع وجوانب أخلاقية، ما يجعله ناقدًا دوليًا رائدًا لنقد الفاشية الدينية الإيرانية، وشاهدًا على الطبيعة الحقيقية وأهداف المقاومة الإيرانية المنظمة، بقيادة زعيمة المعارضة والمقاومة مريم رجوي.

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

على الرغم من دعاية النظام، فإن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حركة مقاومة سلمية تقودها النساء المناضلات مكرسة للسيادة الشعبية، وفصل الدين عن الدولة، والمساواة في الحقوق بين الجنسين، ووضع حدًا لعقوبة الإعدام، وتحقيق الشرعية السياسية من خلال صناديق الاقتراع والالتزام بالمعايير الدولية وإيران غير نووية.

ومن خلال فضح سنوات من المهادنة والاسترضاء من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، فإن كتاب ستيفنسون يبعث رسالة واضحة إلى الحكومات الغربية، مفادها أن الوقت قد حان للاعتراف بنضال الشعب الإيراني من أجل تغيير النظام.