بينما تهيمن أعداد القتلى والدمار الناجم عن الزلزال الأخير في تركيا وسوريا على الأخبار، يتساءل كثيرون عن مدى قوة الزلزال وماذا يعني المقياس المستخدم لقياس الزلازل.
مقياس ريختر أداة تستخدم لقياس حجم الزلازل، جرى تطويره في ثلاثينيات القرن الماضي بواسطة عالم الزلازل تشارلز ريختر، ويتراوح المقياس من 0 إلى 10.
كيف يعمل مقياس ريختر؟
كثير من الناس لا يدركون أن مقياس ريختر لوغاريتمي بطبيعته.
وهذا يعني أن كل زيادة في العدد الصحيح على مقياس ريختر تمثّل زيادة بمقدار عشرة أضعاف في اتساع الزلزال أو حجم موجاته الزلزالية، ومن ثمّ فإن زلزالًا بقوة 7 درجات يكون أقوى عشر مرات من 6 درجات.
ليس مقياس الزلازل الوحيد
مقياس ريختر ليس دائمًا أفضل طريقة لقياس الزلازل، إذ جرى تصميمه للعمل بشكل أفضل مع الزلازل الأصغر في المنطقة المحلية بكاليفورنيا، حيث تم تطويره.
وبالنسبة للزلازل الأكبر والأبعد، غالبًا ما تُستخدم مقاييس أخرى، مثل مقياس Moment Magnitude Scale.
ومع ذلك، لا يزال مقياس ريختر مقياسًا معترفًا به على نطاق واسع لحجم الزلزال ولا يزال مستخدمًا في العديد من السياقات.
أقوى الزلازل على الإطلاق
وقع أقوى زلزال على الإطلاق على مقياس ريختر في 22 من مايو 1960 في فالديفيا، تشيلي، بحسب صحيفة فنلندا تايمز.
بلغت قوته 9.5 درجة على مقياس ريختر وتسبب في أضرار واسعة النطاق وخسائر في الأرواح، كما أنه أكبر زلزال جرى تسجيله في العالم.
وبعد زلزال فالديفيا، سجلت العديد من الزلازل الأخرى ارتفاعًا على مقياس ريختر.
أقوى الزلازل في التاريخ المسجل حسب حجمها على مقياس ريختر:
- فالديفيا، تشيلي، 1960 - 9.5
- برنس ويليام ساوند، ألاسكا، 1964 - 9.2
- جزر سومطرة أندامان، إندونيسيا، 2004 - 9.1
- كامتشاتكا، روسيا 1952 - 9.0
- مولي، تشيلي، 2010 - 8.8
- جزر الفئران، ألاسكا، 1965 - 8.7
- سومطرة الشمالية، إندونيسيا، 2005 - 8.6
- جزر أندريانوف، ألاسكا، 1957 - 8.6
- الإكوادور، 1906 - 8.8 (تقديريًا)
- توهوكو، اليابان، 2011 - 9.0
زلزال تركيا وسوريا
كان الزلزال الأخير الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 من فبراير 2023 بقوة 7.8 ريختر.
ووقع آخر زلزال بقوة 7.8 درجة جرى تسجيله في السنوات العشر الماضية في 25 من أبريل 2015 في نيبال.
وتسبب الزلزال، الذي كان أسوأ زلزال يضرب البلاد منذ أكثر من 80 عامًا، في مقتل أكثر من 8000 شخص وإصابة أكثر من 21000.
ويعد الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة هو الأسوأ الذي يضرب تركيا منذ عام 1939 عندما تسبب زلزال في شرق البلاد في مقتل أكثر من ٤٥ ألف شخص.
ويرتبط الدمار والخسائر في الأرواح أيضًا ارتباطًا مباشرًا بتركيز المناطق الحضرية حيث يحدث الزلزال.
صدع شمال الأناضول
هو خط صدع جيولوجي رئيسي في تركيا، يمتد بالتوازي مع ساحل البحر الأسود. والصدع مسؤول عن عديد من الزلازل الكبيرة في المنطقة وهو من أكثر الصدوع نشاطًا وخطورة في تركيا.
وتسبَّب صدع شمال الأناضول في حدوث عديد من الزلازل الكبرى في الماضي، بما في ذلك زلزال إرزينجان عام 1939 ، وزلزال إزميت عام 1999 ، وزلزال فان عام 2011. كان زلزال إزميت عام 1999 مدمرًا بشكل خاص، إذ بلغت قوته 7.6 درجة وبلغ عدد القتلى أكثر من 17000 شخص.
وتجري مراقبة صدع شمال الأناضول عن كثب من قبل علماء الزلازل والجيولوجيين، وهناك جهود مستمرة لتحسين التأهب للزلازل والحد من المخاطر في المنطقة.
ويتضمّن ذلك تحسين قوانين ومعايير البناء، وتعديل المباني القديمة لجعلها أكثر مقاومة للزلازل، وتثقيف الجمهور بشأن السلامة والتأهب للزلازل.
وعلى الرغم من هذه الجهود، لا يزال صدع شمال الأناضول يمثل خطرًا زلزاليًا كبيرًا، كما أن احتمال حدوث زلزال كبير في المنطقة يمثل مصدر قلق كبير للسلامة العامة ومرونة البنية التحتية في تركيا.
بشكل عام، بُني عديد من البلدان والمناطق الحضرية حول العالم على مناطق غير مستقرة زلزاليًا، والتي يمكن أن تشكل مخاطر كبيرة على سلامة ورفاهية سكانها.
ومن المهم لهذه المناطق أن تكون مستعدة للزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى وللتدابير التي يتعين اتخاذها للحد من مخاطر الأضرار والخسائر في الأرواح.