اليوم- الدمام

وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الحربَ في أوكرانيا بأنها نقطة فاصلة عندما وقفت روسيا أخيرًا في وجه الغرب.. لكن بعضهم داخل النخبة يخشى أنه ألزم بلاده باستنزاف طويل وغير مثمر للأرواح والموارد.

عندما أمر الرئيس الروسي بدخول قواته إلى أوكرانيا في 24 من فبراير الماضي، كان يحقق مكسبًا سريعًا، ويكتسب مكانًا في التاريخ إلى جانب القياصرة، ويُلقّن الولايات المتحدة درسًا عن إحياء الوجود الروسي، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.

يبدو أن بوتين كان على خطأ.. فالحرب قتلت وجرحت مئات الآلاف على مدار عام، أصبحت روسيا ومن ينتسب إليها مهاجمة في الغرب، ويواجه جيشه الآن أوكرانيا مدعومة بتحالف الناتو العسكري الموسّع بقيادة الولايات المتحدة.

يشير أحد المصادر الروسية المُطلعة لوكالة رويترز إلى إن آمال بوتين في تحسين سمعته تبدّدت، مشيرًا إلى أنه في المستقبل سيكون الأمر أكثر صعوبة وتكلفة لكل من أوكرانيا وروسيا، فالخسائر الاقتصادية بهذا الحجم لا تساوي بضعة مناطق جرى احتلالها.

روسيا في أوكرانيا.. معركة وجودية

يقول بوتين إن موسكو تخوض معركة وجودية مع الغرب المتغطرس الذي يريد تقسيم روسيا ومواردها الهائلة، وهي رواية ترفضها أوكرانيا والغرب.

ورغم كل موجات الصدامات الجيوسياسية التي تسبّب فيها بوتين، فلا يوجد مَن ينافسه على السلطة، وفقًا لما ذكرته مصادر روسية قريبة من عملية صنع القرار، ومع قمع كل المعارضة، فلا يوجد أي مانع من ترشحه للانتخابات الرئاسية التي تلوح في الأفق في مارس 2024.

حرب طويلة الأمد

سيعتمد كثيرون على ساحة المعركة، إذ يمتد خط الجبهة لمسافة 850 كيلومترًا، ولا يمتلك أي من الجانبين تفوقًا جويًا، كلاهما عانى خسائر فادحة.

يزوّد الغرب أوكرانيا بأسلحة أكثر تقدمًا وأطول مدى -بعد توفير عشرات المليارات من الدولارات- من البنادق والقذائف والصواريخ، فضلًا عن الجهود الاستخباراتية، لكن تحمّل تلك النفقات قد لا يكون بلا نهاية.

قد يراهن بوتين في النهاية على الوقت، بينما يراهن الغرب على أن الجيش الروسي لا يمكنه التقدم وسيخسر الأراضي التي استولى عليها بالفعل.

معنى غير محدد للنصر

لم يحدّد الكرملين أو الغرب معنى النصر أو الهزيمة في أوكرانيا، رغم أن موسكو لا تزال بعيدة جدًا عن السيطرة على المقاطعات الأوكرانية الأربع التي أعلنت من جانب واحد أنها جزء من روسيا، وتقول أوكرانيا إنها ستستعيد كل شبر من أراضيها.. وهذا لا يعطي سببًا للاعتقاد بأن الحرب ستنتهي قريبًا.

يقول دبلوماسي غربي كبير لرويترز: بوتين سيبقى في السلطة حتى النهاية ما لم يمت أو يحدث انقلاب.. ولا يبدو أن أيًا منهما محتمل الآن، لا يستطيع بوتين الانتصار في الحرب، لكنه يعلم أنه لا يمكن أن يخسر.