تحتفي المملكة العربية السعودية غدًا الأربعاء، 2 من شعبان 1444هـ الموافق 22 من فبراير 2023م، بذكرى يوم تأسيس الدولة السعودية، في منتصف عام 1139هـ الموافق فبراير من عام 1727م، على يدي الإمام محمد بن سعود، رحمه الله.
وتجسِّد هذه المناسبة الوطنية التي تقام تحت شعار يوم بدينا، معاني الاعتزاز بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها، منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل 3 قرون، وعاصمتها الدرعية، ودستورها القرآن الكريم، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، حتى وقتنا الحاضر.
إرث يدعو للفخر
يفتخر أبناء المملكة بالإرث التاريخي الكبير الذي أسسه الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- في دولة مترامية الأطراف رسمت سجّلًا حافلًا لأحداث الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، التي عاشها أبناء الجزيرة العربية -آنذاك- تحت حكم الدولة السعودية الأولى، مرورًا بحكم الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود -رحمه الله- في الدولة السعودية الثانية.
ويستمر ذلك الفخر وصولًا إلى قيام المملكة العربية السعودية على يد موحّدها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله- وباني نهضتها، والذي ينسب إليه الفضل -بعد الله- في تطوّرها ونمائها، ووصولها إلى ما وصلت إليه اليوم من نهضة داخلية، ومكانة متميزة عربيًا وإقليميًا وعالميًا، ومن بعده أبنائه الملوك -رحمهم الله- حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله.
استرجاع ذاكرة 3 قرون
ذكرى يوم التأسيس فرصة سانحة لاسترجاع ذاكرة 3 قرون مضت، منذ تأسيس الدولة السعودية، وما تحمله من أحداث ومواقف خلدتها كتب التاريخ والسير، وبرزت معالمها على امتداد الجزيرة العربية.
فلم تكن المملكة دولة وليدة لحظة عفوية، بل تشكَّلت على مدى قرون، ورسَّخت قواعد الدولة المتماسكة التي أرست الحكم وجعلت أمن المجتمع في مقدمة اهتماماتها.
الدولة التي حملت على عاتقها خدمة الحرمين الشريفين، وتحقيق رغد العيش للمجتمع، وسط تحديات كثيرة، لكن عمق التلاحم الوطني وقوته كانا سببًا في تعاقب الدولة السعودية منذ عام 1727م، حتى وقتنا الحاضر، وصد أي عدوان خارجي أو محاولة لخلخلة النسيج الاجتماعي في الدولة السعودية، لتستمر نجاحاتها حتى العهد الميمون، رغم الظروف العصيبة التي مرت بها في الماضي.
فعاليات ثقافية وفنية
وتشهد مدن المملكة بهذه المناسبة، إقامة عدد من الفعاليات الثقافية والفنية والشعبية التي تحلّق في سماء الإبداع والحب والولاء، مجسدة عمق هذا التاريخ الكبير الذي خلَّفه لنا قادة هذه البلاد المباركة، ورجالاتهم حتى الوقت الحاضر، في لوحات معبرة عن فصول من الزمن مرت بها هذه البلاد، في أوقات الرخاء والشدة، بقيت خلالها راسخة أبيَّة، محافظة على هويتها العربية الأصيلة، مجددة مفهوم الوحدة الوطنية في كل مرحلة من مراحل بناء الدولة السعودية الأولى، فالثانية، حتى قيام المملكة العربية السعودية، ظل خلالها التلاحم عنوانًا بارزًا للعلاقة المجيدة بين (الشعب والقيادة الرشيدة).