حسام الدين أبو العزائم - الخرطوم

ينوي رئيس السيادي السوداني حل المجلس خلال أيام، وتشكيل آخر أعلى برئاسته، وبالتالي الحد من تحركات نائبه (حميدتي) المتعارضة مع القوات المسلحة.

ووفقًا لما تداولته منصات إخبارية، سيحل الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان مجلس السيادة السوداني خلال أيام قليلة، ويشكّل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وينوبه رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، وفي حال غيابه، سيكون نائبه الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي، بحكم الأقدمية التراتبية في الجيش.

إبعاد حميدتي عن المشهد

وتعني هذه الاجراءات خروج قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي). من المعادلة، ووضعه عضوا مثله ومديري عام الشرطة والمخابرات العامة.

وشهد الأسبوعان الماضيان تصاعدا في الخلاف بين البرهان وحميدتي، رافقته إجراءات بحق الأخير؛ شملت وقف التقارير الأمنية والدبلوماسية والجنائية التي كان يتلقاها بصورة روتينية، وسحب ملف السلام من مسؤولياته ليتولاها الأول بنفسه.

وهو ما حدث بمشاركة قائد الجيش السوداني في توقيع النسخة المحدثة من «سلام جوبا» مع الحركات المسلحة يوم الأحد الماضي، بينما وقع الكباشي بدلًا عن حميدتي الذي وقّع النسخة الأولى قبل عامين، في حين لم يتلقَ حمديتي دعوة للحضور أو المشاركة إن كان من البرهان أو سلفاكير ميار ديت رئيس دولة جنوب السودان.

حميدتي بعد خطاب أعلن فيه يوم الأحد عن ولائه للجيش السوداني - رويترز

ترتيبات البرهان الجديدة

مصادر قريبة من القصر الرئاسي كشفت أن البرهان شرع في ترتيبات المرحلة الجديدة التي تعقب مغادرة المكون العسكري السلطة وتسليمها إلى حكومة مدنية تدير البلاد خلال مرحلة انتقالية جديدة تستمر عامين إلى حين إجراء انتخابات عامة في البلاد، حسب ما ورد في الاتفاق الإطاري الذي وقّع في ديسمبر الماضي مع قوى يسارية صغيرة تعرف بـ«قحت».

وتستهدف إجراءات القائد العام للجيش السوداني تقليص نفوذ حميدتي الذي يستخدم منصبه السيادي والدستوري في تحركاته الداخلية والخارجية بوصفه الرجل الثاني في الدولة في تضارب واضح مع سياسة قيادة القوات المسلحة.