هند الأحمد تكتب:@HindAlahmed

في مثل هذا اليوم يعتز السعوديون بالجذور الراسخة للدولة السعودية وبالارتباط الوثيق بين المواطنين وقادتهم. الاعتزاز بما أرسته الدولة السعودية من الوحدة والاستقرار والأمن، وبصمود الدولة السعودية الأولى والدفاع عنها أمام الأعداء، وباستمرار الدولة السعودية واستعادتها لقوة جذورها وقادتها، والاعتزاز بالوحدة الوطنية للمملكة العربية السعودية التي أرساها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، وبإنجازات الملوك أبناء الملك عبدالعزيز في تعزيز البناء والوحدة.

ويعد يوم التأسيس استذكارا لامتداد الدولة السعودية من ثلاثة قرون، وإبرازا للعمق التاريخي والحضاري لها، واحتفاء بالإرث الثقافي المتنوع، ووفاء لمن أسهم في خدمة الوطن من الأئمة والملوك والمواطنين. وعند الحديث عن الدولة السعودية الأولى (1727م- 1818م) وقيام ذلك الصرح السياسي الذي غير مجرى التاريخ ترد إلى الأذهان تلك الأحداث والمواقف البطولية، وإن كان للرجال دور البطولة في ساحات المعارك خارج الأسوار، فإن للنساء دور البطولة في بناء المجتمع داخل الأسوار.

لعل من بين تلك النساء التي ذكرها المؤرخون بأنها ذات عقل ودين ومعرفة، موضي بنت سلطان أبو وهطان زوجة الإمام محمد بن سعود. إضافة إلى نظرتها الثاقبة ورؤيتها الحكيمة، يبدو أن موضي بنت أبو وهطان كانت متدينة تحب الإحسان إلى المساكين ونفع عموم المسلمين. ولعل الإمام عبدالعزيز بن محمد حين بنى وقف مسجد وسبالة موضي في حي الطريف، كان يستذكر أعمال موضي الجليلة ويريد لها أن تستمر، وقد خصص هذا الوقف لخدمة الزائرين من مختلف الطبقات، ومن النساء اللاتي سجلن دورا بطوليا في مجتمع الدولة السعودية الأولى، تلك المرأة التي كان لها دور بارز في تلك الحقبة، وهي غالية البقمية، وذكر المؤرخ جوهان لودفيج في مذكراته أنها سيدة معروفة بسداد الرأي، والمعرفة الدقيقة بأمور الحرب، وشؤون البادية التي تحيط بها. كانت غالية البقمية من مناصري الدولة السعودية الأولى ومؤيديها، وقد سخرت ثروتها لخدمة المدافعين عن الوطن والتصدي لحملات الدولة العثمانية المعتدية. كما عرفت بالكرم، وكان بيتها مقصدا للمحتاجين والفقراء وملجأ لرجالات الدولة السعودية الأولى المخلصين وكان لغالية دور في دعم تلك الجهود. كما أن هناك بعض الأمثلة للعادات والتقاليد الاجتماعية لدى المرأة في الدرعية، فقد كان للمرأة دور اجتماعي بارز في تحمل الكثير من أعباء الحياة. وقد اهتمت الدولة السعودية الأولى بدعم المرأة فقد كان الإمام عبدالعزيز بن محمد يحرص على أن ترفع إليه حوائج النساء، خاصة الأرامل، فإذا اشتد الحال يخصص لهن من الأرزاق ما يسد حاجتهن ويكفيهن.

ومن أبرز الأمثلة للنساء اللاتي اشتهرن بكرمهن وإيوائهن لعابري السبيل جليلة بنت الأمير عبدالمحسن بن سعيد الدرعي، حيث أقامت استراحات وخانات للحجاج المارين بحجر اليمامة ليرتاحوا بها مؤقتا من عناء السفر ويتزودوا من الطعام والشراب. وأمضت عمرها في إكرام العابرين والمارين باليمامة.