بالقرب من حدودها مع الصين، ضرب زلزال دولة طاجيكستان صباح اليوم، بقوة 7.2 على مقياس ريختر، بحسب ما أورده مركز شبكات الزلازل في بكين.
ومنذ وقوع زلزال تركيا المدمر في مطلع الشهر، وحتى زلزال طاجيكستان الذي كان بقوة مقاربة لسابقه التركي، حدثت عدة هزات أرضية في أكثر من بلد حول العالم، ذات شدة مدمرة، ما أثار عند البعض تساؤلًا حول زيادة عدد الهزات الأرضية هذا العام، ففي الشهر الحاليّ ضربت الأرض 6 زلازل مدمرة.
في هذا التقرير نجيب على ذلك التساؤل، لنعرف سر حركة الأرض الغريبة.
تخوف من نتائج كارثية
لم يكن زلزال طاجيكستان مفاجئًا في بلد معرض للكوارث الطبيعية، شأنه مثل القسم الأكبر من دول آسيا الوسطى، وإن كان الزلزال ذو قوة كبيرة هذه المرة، لكنه لم يخلف إصابات خطيرة أو دمارًا في بنية البلدين الواقعة فيهما الهزة الأرضية.
وتقدر هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن المناطق الواقع فيها الزلزال غير معرضة لانهيارات، أو حدوث إصابات بشرية فيها.
فمركز الزلزال الواقع في غورنو-باداخشان -منطقة تقع شرق طاجيكستان على الحدود مع كل من أفغانستان والصين- لم يصادف سكانًا كثرًا في البيئة الجبلية والمائية، لكن مع ذلك أثيرت تخوفات من تأثيره في سد بحيرة ساريز الواقعة في المنطقة، والذي إذا انهار ستكون نتائجه كارثية، بحسب ما تنقله وكالة رويترز.
ومع ذلك، فإن السد حتى الآن آمن من حدوث انهيار أو تصدع يستدعي القلق منه.
زلازل فبراير الكبرى
خلال شهر فبراير، وقعت زلازل متباينة القوة، بين الضعيف إلى المتوسط والكبير، وتنوعت المناطق التي شهدت هزات الأرضية الكبرى منها، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، كالآتي:
- زلزال تركيا وسوريا الواقع في الـ 6 من فبراير بقوة 7.5 ريختر
- زلزال رومانيا في الـ 14 من فبراير بقوة 5.6 ريختر
- زلزال الفلبين الواقع في الـ 15 من فبراير بقوة 6.1 ريختر
- زلزال نيوزلندا 15 فبراير بقوة 6 ريختر
- زلزال تركيا في الـ 20 من فبراير بقوة 6.3 ريختر
- زلزال طاجيكستان اليوم بقوة 7.2 ريختر
في المعدل الطبيعي
تحدث الزلازل طوال الوقت، بدءًا من الزلازل الصغيرة التي قد لا يشعر بها أحد إلا أجهزة الاستشعار الدقيقة، وحتى الزلازل المدمرة التي تخلف عشرات الآلاف من القتلى، غير الدمار الهائل الناتج عنها.
وفق ما تنقله صحيفة ديلي ميل، عن المركز الوطني البريطاني لمعلومات الزلازل، فإن العالم يشهد حدوث نحو 20 ألف هزة أرضية كل عام، أو ما يقرب من 55 زلزالًا يوميًا ما بين ملحوظ أو غير واضح.
وتجيبنا هيئة المسح الجيولوجي البريطانية على تساؤل ما إذا كان معدل حدوث الزلازل مبالغًا فيه، أو زائدًا خلال هذه السنة، موضحة أن الزلازل المدمرة التي ضربت الأرض مؤخرًا، لم تخرج عن معدلها الآمن.
ومن الطبيعي أن يحدث نحو 15 زلزالًا كبيرًا كل عام، تتجاوز قوة الواحد منها 7 ريختر، ويزيد قليلًا أو ينقص هذا الرقم من سنة إلى أخرى، فما حصل من هزات أرضية خلال الشهر الحاليّ يظل في نطاق المقبول، ولا يستدعي أي قلق.
لماذا نشعر بزيادة الزلازل؟
مع ما تؤكده الهيئات المختصة بتسجيل الزلازل ومتابعتها، من أن معدل حدوث الزلازل لا يزيد عن الطبيعي الذي يحدث سنويًا منذ بدء تسجيل الهزات الأرضية، فإننا قد نشعر مع ذلك بزيادة الزلازل.
وتُرجع هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، السبب وراء ذلك الشعور البشري، إلى وجود المزيد من الأدوات القياسية للزلازل بقدرتها الفائقة على تسجيل المزيد من الرجفات الأرضية بدقة أكبر.
كما أن زيادة اهتمام البشر بالكوارث الطبيعية وإلقاء الضوء أكثر عليها، يجعل من السهل التوهم بأن الطبيعة أكثرت من نوازلها التي تضرب بها الأرض والبشر.