اليوم - طاهر عبد العزيز

لا يزال الباحث الهولندي فرانك هوغربيتس، المتخصص في الزلازل، يثير دهشة متابعيه، مع مصادفة توقعه حدوث زلزال للمرة الثالثة خلال شهر واحد.

كانت بداية ظهوره على نطاق واسع عندما تنبأ بزلزال تركيا الأول قبل حدوثه بـ 3 أيام فقط، ثم تلاه تنبؤ بالزلزال الثاني الذي صادف وقوعه بعد حديثه عنه، وأخيرًا أطلق توقعه الثالث الذي قال فيه إن زلزالًا كبيرًا سيحدث في الـ 2 من فبراير، ليربطه البعض بزلزال طاجيكستان الواقع أمس.

التوقعات التي استقطبت عددًا كبيرًا من الجمهور مع صدقها -أو التوهم بذلك- أكثر من مرة، لاقت نفيًا بين الأوساط العلمية والمراكز البحثية الدولية، وسط تأكيدات باستحالة إمكانية التنبؤ بالزلازل بشكل علمي، وأن كل ما يقوله مجرد حديث لا معنى له عززته المصادفة البحتة.

السعودية تنفي

في تصريحات إعلامية سابقة، قال المتحدث باسم هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، طارق أبا الخليل، إن ما أثير من أقاويل بشأن حدوث زلازل في أماكن محددة وبتوقيتات معلومة، لا أساس له، إذ لا يمكن بأي حال التنبؤ بحدوث زلزال، سواء من ناحية المكان أو الزمان.

يضيف أبا الخليل أن كل ما تستطيع مراكز رصد الزلازل فعله، هو متابعة الزلازل وتحديد نطاقات حدوثها، بتحديد الأماكن التي تنشط زلزاليًا ويلازمها حدوث زلازل كثيرة، لكن أن تحدد المكان بالضبط وزمان الزلزال فهذا غير ممكن.

مصر تُكذِّب

بعد ما أثارته إحدى توقعات الباحث الهولندي في الـحادي عشر من فبراير، بحدوث زلزال في مصر ولبنان، رد رئيس المعهد القومي المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، د.جاد القاضي، مكذبًا كل ما قاله، بشأن حدوث زلزال قريبًا في مصر.

وقال القاضي إن كل ما تفوّه به هذا الباحث من قبيل العبث الذي لا معنى له، حتى إن صدق في أحد تنبؤاته مصادفة، كما أن ذلك الهولندي اعتمد على خرافات غير علمية بالمرة في حديثه المتكرر عن الزلازل وتوقعاته.

أمريكا: الباحث الهولندي محتال

على الجانب الأمريكي أيضًا جرى نفي توقعات الهولندي، فقالت سوزان هوج، عالمة الزلازل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، إن هذا الشخص ما هو إلا محتال يحاول جذب الانتباه بحديثه عن تنبؤات مبعثرة، ربما يصادف أحدها الواقع، وفق ماتنقله عنها الإذاعة الوطنية الأمريكية العامة.

ذات المعنى تثبته هيئة المسح الجيولوجي على موقعها على الإنترنت، مؤكدة أن ما يقوله البعض من تنبؤات ما هو إلا كلام مرسل يربطه الناس بالزلازل الواقعة بعده، دون أن يكون مرتبطًا به، إذ لا وسيلة علمية ولا طريقة مثبتة للتوقع بحدوث الزلازل في العالم حتى الآن.