خالد القحطاني

khalid60606@gmail.com

في حدث استثنائي كبير ومهرجان تفاعلي رسمي ومجتمعي واسع شهدته الأحساء قبل أيام قلائل، أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير الشرقية، قيمة جديدة لمعاني النجاح في الفعاليات الاقتصاديّة النوعيّة، وذلك حينما قال سموه مخاطبًا منتدى الأحساء 2023: «إن المنتدى نجح قبل أن يبدأ،» وذلك لما تضمّنه من مبادرات وفرص ومشاريع نوعيّة، تجاوزت قيمتها 8 مليارات و365 مليون ريال سعودي في قطاعات مختلفة، إضافة إلى الإعلان عن مشاريع ومبادرات تنمويّة أخرى.

إن رعاية وتشريف سمو أمير المنطقة الشرقية، المنتدى الذي نظّمته غرفة الأحساء بالتعاون مع الشريك الإستراتيجي أرامكو في دورته السادسة، بعنوان «الأحساء.. اقتصاد المستقبل»، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء، بمشاركة عدد من أصحاب المعالي الوزراء ومسؤولين وخبراء ومستثمرين ورجال وسيدات أعمال وأشقاء خليجيين، يؤكد حقيقة واقعة وماثلة اليوم، وهي أن عمق رؤية المملكة 2030 ومُستهدفاتها العظيمة قد وصلت مناطق ومحافظات ومدن مملكتنا الغالية كافة، وأن الوصول بتلك المناطق والمحافظات والمدن والهجر إلى أبعد نقطة من التألق والازدهار الاقتصادي والاجتماعي هي حقيقة ممكنة في السعودية.

والواقع أن إبراز المقومات والمِيَز النسبيّة وفرص الاستثمار الواعدة في مختلف أنحاء المملكة، في إطار رؤية 2030، هو هدف إستراتيجي تعمل عليه رؤيتنا الوطنية، لتنويع الاقتصاد وتعزيز مصادر الدخل، وهو أمر يستند إلى رؤية ودراسات وأبحاث علميّة، إلا أنه يؤكد أيضًا أن استثمار نقاط القوة واستثمار المقومات والموارد لكل منطقة ومحافظة، والنهوض بها ودعمها، ضمن أهداف التنمية المناطقيّة الشاملة، بما ينعكس عمليًّا على حياة الناس وأحوالهم ومعاشهم، هو أمر يبدو أن الإدارات المناطقيّة المحليّة بدأت تعمل عليه بقوة وتركيز كبيرين خلال الفترة الأخيرة.

وما من شك أن رؤيتنا الوطنية المُلهمة التي تسير في طريقها المرسوم خطوة خطوة، مُحققة كل يوم نجاحًا جديدًا واستحقاقًا متميّزًا وإنجازًا فريدًا، امتد لأبعد من ذلك كله، فأثّرت بصائرنا وألهمت وجداننا ودفقت الدم في سواعدنا طاقة وحماسة ومنحتنا قدرًا هائلا من العزم والجدّ والطمأنينة والأمل، التي تمهّد طريقنا في كل صباح جديد نحو العمل والسعي للتطور والنماء واستشراف المستقبل.

ولعل النجاح الكبير الذي أصابه المنتدى وأكده عمليًّا سمو أمير الشرقية برعايته وكلماته، وسمو محافظ الأحساء بمتابعته واهتمامه، هو ترجمة لتوجيهات قيادتنا الرشيدة «وفّقها الله»، وكذلك انعكاس لمتابعة الإدارة المحليّة الفاعلة لشأنها واهتمامها بأوجه العمل التعاوني المشترك والمستدام بين القطاعات كافة، بهدف إبراز المقومات والمزايا التنافسيّة المكانيّة والتاريخيّة والاقتصادية للأحساء، وتهيئة الظروف الاستثمارية والتنمويّة المحليّة، وحفز الطاقات، وجذب المشاريع، ورفع معدلات النمو الاقتصادي المحلي.

وختامًا.. نحن أمام حقبة اقتصاديّة وتنمويّة جديدة، وتحوّل وطني ومجتمعي وتنمويّ كبير وغير مسبوق، تخطى المراحل عن جدارة، ليصل إلى تنمية وتطوير المناطق والمحافظات والمدن والهِجَر من الداخل اجتماعيًّا واقتصاديًّا واستثماريًّا وخدميًّا مدفوعًا بتحقيق مُستهدفات رؤية الوطن في التنمية المناطقيّة الشاملة والمستدامة.