أحمد الجبير

يوم التأسيس يوم تنمية للوطن، وفخر وانتماء للمواطن السعودي، ويتم فيه التعرف على إنجازات أئمة وملوك الدولة السعودية، على مر السنوات السابقة، والذين كانت لهم بصمة لا تُنسى، ووضع حجر الأساس لبناء الدولة السعودية الأولى، وتطورها على مر العصور، ولهذا اليوم أهمية كبرى لغرس المبادئ الوطنية في الأجيال القادمة، وتعريفهم بما قدّمه أبطال المملكة لأجلهم.

وجاءت المرة الأولى باحتفال المملكة بذكرى يوم التأسيس في 2/22/ 2022م، حين أصدر الملك سلمان -أعزه الله- مرسوما ملكيا يقر بأن يوم التأسيس سيكون في 22 فبراير من كل عام، والذي يتزامن مع إعلان الإمام محمد بن سعود «يرحمه الله»، عن قيام الدولة السعودية الأولى في 30 جمادى الآخرة 1139هـ، والموافق 22 فبراير 1727م.

حيث تأسست الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود «يرحمه الله»، منذ ثلاثة قرون، وتغيَّرت معالم المملكة، وتقدَّمت على يد أئمة وملوك الدولة السعودية، وليأتي الاحتفال بيوم التأسيس السعودي في 2/22/ 2023م، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان «يحفظهم الله»، لتعزيز الانتماء الوطني.

ومرّ تأسيس الدولة السعودية بثلاث مراحل، فالدولة السعودية الأولى، والتي أسسها الإمام محمد بن سعود «يرحمه الله»، في عام 1139هـ، واستمرت حتى عام 1233هـ/ 1818م، وكانت عاصمتها الدرعية، وجاء بعده الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود «يرحمه الله»، وأسَّس الدولة السعودية الثانية عام 1240هـ، وقد تم فيها توحيد العديد من المناطق.

ثم جاءت الدولة السعودية الثالثة، والتي أسَّسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيَّب الله ثراه»، في عام 1319هـ؛ ليؤسس المملكة العربية السعودية، وتوارثها من بعده أبناؤه ملوك المملكة «يرحمهم الله»، وصولًا إلى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان «أمد الله في عمره»، والذين ساهموا في بناء هذا البلد، والوطن العظيم.

فيوم التأسيس يمثّل مناسبة وطنية كبيرة للدولة السعودية منذ تأسيسها، وما وصلت إليه من مكانة عظيمة، وثقل سياسي دولي، واقتصادي على مستوى العالم، وما تشهده المملكة من نهضة تنموية واقتصادية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان «يحفظهما الله».

ولا شك في أن المواطن السعودي، وهو يحتفل بيوم التأسيس يرنو إلى تعظيم مكتسبات التنمية الاقتصادية ومكتسبات الأمن والاستقرار، وثقة التواصل، والتلاحم والترابط بينه، وبين القيادة الحكيمة، خاصة في التنمية، والتطور الاقتصادي، والثقافي والاجتماعي، والسياسي للمملكة، في ظل فوضى إقليمية، ودولية وهدر للإمكانات والثروات، بينما بلدنا «ولله الحمد» ينعَم بالأمن والاستقرار.

لذا فالاحتفال بيوم التأسيس هو الاحتفال بمنجزات الوطن السياسية، والتنموية والاقتصادية، فقوة الدولة السعودية في حكمة قيادتها الرشيدة، وما حققته من تنمية اقتصادية، ومالية للوطن والمواطن، والذي ساهم في تفعيل دورها محليًّا وعالميًّا، وصارت لها مكانة مرموقة بين الدول، والمنظمات الدولية، حيث شهدت المملكة متغيّرات اقتصادية عدة في مصادر الدخل دون الاعتماد على النفط.

ويحق لنا كسعوديين أن نفرح، ونحتفل بيوم التأسيس، ونرفع رايات التقدير، والاحترام لقائدنا، ورائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان «أيدهما الله» فهذا التاريخ يجب أن يتذكره أبناء وبنات الوطن، وأجيال المملكة القادمة؛ لأنه تاريخ دولة عريقة، امتد إلى أكثر من ثلاثة قرون.

ahmed9674@hotmail.com