من الدواجن للطيور البرية ثم الحيوانات وانتهاءً بالبشر، يزيد تفشي إنفلونزا الطيور كل يوم عن سابقه في مختلف الدول حول العالم، وأمس أعلنت الصحة في دولة كمبوديا وفاة أول فتاة متأثرة بفيروس إنفلونزا الطيور، في حالة هي الأولى في البلاد منذ نحو عقد من الزمان.
الفتاة التي كانت تبلغ من العمر 11 عامًا، لم تمهلها الإنفلونزا حتى تشفى، فما كادت تصاب بها في الـ 16 من فبراير، حتى فارقت الحياة بسببها أول أمس، وتجري الآن السلطات اختبارات للكشف عن حالات إصابة أخرى في محيط الفتاة.
تفشٍ واسع لإنفلونزا الطيور
منذ أواخر 2021 يزيد معدل انتشار إنفلونزا الطيور، خاصة السلالة الأكثر خطورة منها H5N1 بين الحيوانات، وهو ما استدعى قلق المنظمات المعنية بالصحة حول العالم.
وقالت المنظمة العالمية لصحة الحيوان هذا الشهر إنه أبلغ عن عدد متزايد من إصابات الإنفلونزا في الطيور والثدييات، متضمنة أعدادًا مهولة من الوفيات بين الأنواع المصابة بها مثل ثعالب الماء والفقمات.
وقالت المنظمة العالمية إن التقارير عن تفشي الإصابات في حيوان المنك بإسبانيا زادت من المخاوف؛ لأن الحالات التي تضم أعدادًا كبيرة من الحيوانات التي تظل قريبة من بعضها البعض تؤدي إلى تفاقم خطر انتقال العدوى على نطاق أوسع.
دول مصابة
انتشر فيروس إنفلونزا الطيور في عدة دول حول العالم من القارات المختلفة، فمن الأمريكتين في الغرب إلى آسيا في الشرق وما بينهما، أرست الإنفلونزا قاعدة لها في أكثر من بلد.
وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن 10 دول من الأمريكتين تعاني تفشي الفيروس، وهي كندا وتشيلي وكولومبيا والإكوادور وهندوراس والمكسيك وبنما وبيرو والولايات المتحدة وفنزويلا.
أما في القارة الأوروبية فإن وضعها كان أسوأ، إذ تغلغلت الإنفلونزا في 27 دولة أوروبية، منها بريطانيا وفرنسا وإسبانيا، وحتى مع حملات الإعدام التي طالت 50 مليون طائر فقط في الربع الأخير من العام الماضي بسبب انتشار الفيروس بينهم، بحسب المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها لم تنجو أوروبا من الفيروس.
وفي إفريقيا، أصيبت جنوب إفريقيا والنيجر ونيجيريا، وفق ما أعلنته الصحة العالمية، وتنتشر إنفلونزا الطيور في القارة الآسيوية في عدة بلدان منها اليابان وكمبوديا وكوريا الجنوبية والصين ونيبال والفلبين وتايوان.
البشر آمنون
حتى الآن لا يشكل فيروس إنفلونزا الطيور خطرًا حقيقيًا على البشر، إذ يعد من مسببات الأمراض ضعيفة العدوى في الجنس البشري.
وتنقل وكالة رويترز عن أطباء في العدوى أن المتحورات من فيروس الإنفلونزا التي تصيب الطيور بكفاءة عالية، من الصعب عليها إصابة الخلايا البشرية.
يدعم هذا التوجه ما أعلنته الصحة العالمية من أن تفشي الفيروس لا يستهدف البشر بشكل كبير.
لكن من الأفضل الاحتراز من الإصابة به عبر اتخاذ إجراءات تشمل:
- الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية.
- تجنّب الاتصال المباشر مع الطيور البرية وراقبها عن بُعد فقط إن أمكن.
- إذا أردتَ تناول الطيور، فلتبتعها من أماكن موثوقة، واطبخها بشكل جيّد واتركها على النار مدة كافية.
- تجنّب السفر إلى البلدان التي تنتشر بها الإنفلونزا، أو مخالطة الأشخاص القادمين منها حتى تتأكد من سلامتهم.