آمنة خزعل - الدمام

أوضح المستشار الأسري عبد الله الحسين، أن الشائع لدى العامة في مفهوم الذكاء، ينحصر في ذكاء العقل، وعندما نتحدث ونقول هذا الإنسان ذكي، يكون أول ما يتبادر إلى أذهاننا هذا النوع من الذكاء: ذكاء العقل، الذي يرسم من الإنسان مثل الآلة في التحليل والمنطق، والاستقراء، وتخزين المعلومات، واسترجاعها، وحل المشكلات، وغيرها من القدرات الذهنية المختلفة.

وأضاف الحسين أن الذكاء مفهوم يتسع ليشمل عددًا كبيرًا من القدرات الإبداعية والذهنية والعقلية والجسدية تفوق المعنى التقليدي الشائع، سالف الذكر.

وبيَّن أن بعض الأطفال -على سبيل المثال- عندما يبدعون في نبرات صوتهم أثناء تلاوة آيات القرآن الكريم، من ثم يخشع لصوتهم المصلون، وحين يبرز أحد الأطفال كرياضي، فيصبح جسده أداة نجاحه وتميزه، فهذا نوع من الذكاء أيضًا.

عبد الله الحسين

إبداع الأطفال

يقول الحسين: يتميز بعض الأطفال في الجوانب البصرية؛ فيبدعون في تركيب ألوان أو تصميم أو تجسيد أو معمار، كما يتألق البعض مهم في قدرته على جذب من حوله فيكون كالمغناطيس البشري، يجذبون الناس بأفكارهم وأساليبهم وتأثيرهم، ويظهر على البعض -رغم قدرته أو تميزه أو مكانته- سمات التواضع، وتجدهم يطرقون أبواب الفكر والتأمل، من ثم تنكشف لهم أمور كثيرة من حوله، هذا أيضًا نوع من الذكاء.

حرية التعبير وممارسة النشاط الاجتماعي عوامل ترفع من الذكاء العاطفي لدى الأطفال - مشاع إبداعي

الذكاء العاطفي

أشار الحسين إلى نوع آخر من الذكاء، هو الذكاء العاطفي، ويتمثل في قدرة الإنسان على المعرفة والقراءة الدقيقة لمشاعره وعواطفه وانفعالاته، ومن ثم ضبطها وإدارتها بما يحفزه ويخدمه في حياته الشخصية والعملية، وكذلك قدرته على معرفة مشاعر وعواطف وانفعالات الآخرين، وحسن التعامل معها، وتسخير هذه المعرفة لبناء علاقات اجتماعية فعالة وصحية.

ويختصر دانيال جولمان، أخصائي نفسي ومؤلف كتاب الذكاء الاجتماعي، نموذج الذكاء العاطفي في 5 جوانب رئيسية؛ هي: الوعي بالذات، والتحكم بالذات، والتحفيز الذاتي، والتعاطف، ويبنى الذكاء العاطفي لدى الطفل على عدد من المهارات الأساسية؛ هي: الوعي العاطفي والقدرة على التعبير عن العواطف بفعالية والقدرة على ترشيد العواطف الذاتية وعواطف الآخرين، كالتخفيف عن صديق، أو الاستجابة بشكل ملائم لمشاعر الآخرين.

القراءة تعلم الطفل استخلاص الحكمة وتنمي ذكاءه العاطفي - مشاع إبداعي


الذكاء العاطفي لدى الأطفال

أضاف جولمان بعض النصائح لتنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال: تعليم الطفل التركيز، كأن نقول له أغمض عينيك وتنفس بعمق، وتعليم الطفل كيف يتعرف إلى شخصيته ويتعامل معها ويعالجها، سواء كان عصبيًا أو حساسًا أو سريع الغضب، تدريب الطفل على الإحساس بالآخرين، وتقمص شخصياتهم، والتحلي بالمهارات اللازمة التي تمكنه من حل مشكلاتهم التنسيق وتنظيم الحلول.

وبيَّن أنه لا بأس من تكرار الحلول؛ لأن التكرار سيؤدي لتعديلها، وأحد الطرق الفعالة في تعليم الطفل التعامل مع المواقف المختلفة، أن يقسمها إلى 3 ألوان مثل إشارة المرور؛ الأحمر يقف ويفكر ويضع الاحتمالات، الأصفر التفكير في احتمالات التصرف، الأخضر يختار التصرف الصحيح، ومن ثم سوف يتعلم التصرف المقبول وغير المقبول.

كما أشار جولمان إلى أهمية الاعتماد على القراءة لتنمية الذكاء العاطفي، من خلال تشجيع الطفل على قراءة القصص ذات المغزى، والتي تساعد على استخلاص الحكمة والعبرة، ومنح الطفل مساحة للتعبير عن مشاعره وآرائه، والإنصات باهتمام لكل ما يقول، وتجنب إهمال ثرثرته مهما كانت بلا مغزى، ومحاولة فهم كل ما يقول؛ لأن حرية التعبير تضمن تنمية الذكاء العاطفي، وتعليم الطفل التفاعل والانخراط في المجتمع ومع أقرانه، كأن يسجل في الأندية الرياضية أو الاشتراك في الأنشطة المختلفة.