يعدّ فيتامين د أحد العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم، لاستخدامه في بناء العضلات والعظام، والحفاظ على صحتها.
وإن كان إمداد الجسد بالفيتامين عبر مصادره الطبيعية الموجود فيها، أو بالمصادر المُصنَّعة مثل الأطعمة المدعمة به، أو أقراصه الدوائية، مفيدًا للجسم، فإنه قد يتسبب في أضرار خطيرة حال اكتسبه الشخص بطريق خاطئ.
ويشيع عدد من الخرافات عن تزويد الجسد بفيتامين د، والتي تفضي بمن يحاول تطبيقها إلى المرض. في هذا التقرير نبرز أكثر الشائعات انتشارًا عن فيتامين د، ونصححها.
فيتامين د دواء سحري
يشاع عند كثيرين المبالغة في تعديد منافع فيتامين د، حتى عدّه بعضهم دواءًا سحريًا يشفي من أغلب العلل، ويستعاض به عن أدوية كثيرة.
وتوضّح وزارة الصحة البحرينية أن تلك الاعتقادات التي قد تصرف البعض عن متابعة الطبيب اكتفاءً بالفيتامين، خاطئة تمامًا ومضرة.
وتتمثل الوظيفة الأساسية للفيتامين، في الحفاظ على توازن معدني الكالسيوم والفوسفور في الجسم، ومن ثم يقوم بدوره في تقوية صحة العظام والعضلات، خاصة عند كبار السن، وينشأ عن نقصه أمراض تتعلق بالعظام مثل الكساح وآلام الظهر والمفاصل.
لكن لا علاقة لفيتامين د من قريب أو بعيد بالوقاية من السرطان أو أمراض القلب أو الاكتئاب وغير ذلك مما يحتاج إلى علاج تحت إشراف طبيب.
توقيت خاطئ لاكتسابه من الشمس
يعتقد كثيرون أن أفضل توقيت لكسب فيتامين د من الشمس، هو التعرض لها صباحًا أو في المساء قبل الغروب.
لكن تنفي الصحة البحرينية ذلك، مؤكدة أن أفضل وقت للتعرض للشمس حتى يستفيد الشخص من الفيتامين المرافق لأشعتها، هو منتصف النهار.
وتستند الصحة في ذلك إلى دراسة سعودية أُجريت بالتعاون مع جامعة بوسطن الأمريكية توصلت إلى أن الإنتاج الذاتي لفيتامين د من الجلد بعد التعرض لأشعة الشمس المباشرة خلال فصل الصيف يبدأ تدريجيًا من الساعة الثامنة والنصف صباحًا، ويصل لذروته عند الساعة 11:30 ويستمر إلى 3 ظهرًا، وتعتبر الساعة الـ11 صباحًا، قبيل الظهر، هي أفضل وقت لذلك.
ولا يُنصح بالتعرض للشمس بعد الـ 12 ظهرًا لضرره النسبي بسبب شدة الحرارة، كما قد يُسبب تغيرات في كروموسومات خلايا الجلد فيصاب الشخص بالسرطان.
فيتامين د والطعام
يشيع أن فيتامين د يتوافر في المصادر الطبيعية التي يمكن أن يكتسب المرء منها ما يحتاج إليه يوميًا من الفيتامين عند التعرض لها، مثل بعض الأطعمة.
لكن بتوضيح من خبيرة التغذية مورغان تشامبرز، نتبيّن أن المصادر المأكولة تلك لفيتامين د ليست كافية أبدًا لإمداد الجسم بحاجته منه.
وفي حديثها مع موقع mbghealth المتخصص في المجال الصحي، تبين تشامبرز أن الشخص الذي يعتمد في الحصول على فيتامين د على مصادر طبيعية، سينفق كثيرًا من الوقت والمجهد والمال، إذ يحتاج المرء إلى تناول 125 شريحة جبن يوميًا، أو 600 جم من سمك السلمون المرقط، وهو ما لا يكون متاحًا لكثيرين.
الإكثار من فيتامين د مفيد
قد يبالغ بعضهم في تناول فيتامين د، اعتقادًا أن الإكثار منه يزيد من الفائدة الواردة للجسم، وبذلك سيكتسب صحة أفضل.
لكن اعتقاد مثل ذلك من الممكن أن يكلف الشخص كثيرا، فبحسب المعاهد الوطنية البريطانية للصحة، فإن تناول فيتامين د يجب أن يكون محددًا بجرعات، وإلا انقلب تأثيره للضرر بدلًا عن النفع.
تلك الكميات تختلف باختلاف سن الفرد، فبالنسبة للأطفال من عمر عام واحد حتى البالغين الذين تصل أعمارهم إلى 70 عامًا، فإن الحد الأقصى لما يمكن أن يبتلعوه من هذا الفيتامين هو 15 ميكروجراما في اليوم، وزيادة على ذلك يمكن أن يصيب بتسمم، أما من زاد على السبعين، يسمح له بتناول 20 ميكروجرامًا، وكل بحسب وصف الطبيب في النهاية.