وليد الأحمد يكتب:

لم تعرف الجزيرة العربية مفهومي الأمة والدولة المركزية. جاء هذان المفهومان لأول مرة مع الإسلام. بعد خروج الخلافة الراشدة من الجزيرة، خرجت معها فكرة الدولة المركزية مرة أخرى، وظلت كذلك لمدة ١٢ قرنًا.

ومع قيام الدولة السعودية الأولى عادت الدولة المركزية لتاريخ الجزيرة العربية ولا تزال. الدولة السعودية الأولى حكمت أغلب أنحاء الجزيرة العربية. وكانت مساحتها أكبر من الدولة السعودية الحالية. وبالتالي كانت أول دولة مركزية في الجزيرة بعد الخلافة الراشدة.

هذه المعلومات التاريخية أعلاه، سردها الدكتور خالد الدخيل المتخصص في علم الاجتماع السياسي، في نقاشات تويترية مصاحبة لاحتفال السعوديين بيوم التأسيس في 22 فبراير الماضي، وأجدها رسائل جوهرية ينبغي التأكيد عليها كحقائق دامغة للتعبير عن حجم أهمية هذا اليوم، تاريخ الدولة السعودية التي أسَّسها لأول مرة الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون في العام 1727، ككيانٍ سياسي يحقق الوحدة والاستقرار والازدهار، هو الدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية.

بعبارةٍ أخرى، فإن الاحتفاء الرسمي بيوم التأسيس ليس ترفًا بل هو توثيق للعمق التاريخي والحضاري للبلاد، واحتفاء بالإرث الثقافي المتنوع، ووفاء لمَن أسهم في خدمة الوطن من الأئمة والملوك والمواطنين، وليكون مناسبة تعزز الانتماء والفخر لدى أبناء هذه البلاد جيلًا بعد جيل، تُضاف إلى مناسبة اليوم الوطني في 23 سبتمبر من العام 1932 الذي توحدت فيه الدولة السعودية الثالثة على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيَّب الله ثراه».

@woahmed1