تحتفل المملكة العربية السعودية للعام الثاني على التوالي بيوم التأسيس السعودي، وهذا العام 2023 هو اليوم الثاني للسعوديين، هو يوم وطني تفرح به كافة مؤسسات الدولة، وتعبّر فيه عن فرحتها بالعديد من المظاهر والفعاليات، وتبرز فيه العادات والتقاليد العريقة للمجتمع السعودي بشكل عام، ومن أهمها إلقاء الأشعار وتداول عبارات التهنئة، وترفع فيه الأعلام في مختلف مناطق المملكة للاحتفال بذكرى ثلاثة قرون لدولة عظيمة.
وقد جاء هذا اليوم تقديرًا وفخرًا ليعكس مقدار الاهتمام والدلائل الواضحة من خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين؛ للاهتمام بذكرى تأسيس الدولة السعودية، وما له من أهمية كبرى في تاريخ المملكة.
يُعتبر يوم التأسيس من أكثر الأيام تميزًا بالنسبة للمملكة العربية السعودية؛ لما قدّمه الإمام محمد بن سعود من جهود وتضحيات كثيرة من أجل رفعة المملكة العربية السعودية.
وسار على دربه ملوك عِظام حتى وصلت إلى تحقيق تطورات سريعة وملموسة على أرض الواقع، يشهد بها العالم أجمع.
إن احتفالنا بيوم التأسيس هو احتفال بالإنجازات العظيمة التي حوَّلت الأمة في ذلك الوقت من دولة صغيرة تتكوّن من عدة مناطق غير مرتبطة أو منظمة، إلى إنشاء نظام لإدارة وتنظيم وتوحيد البلاد، بفضل التغيّرات الجذرية في الأنظمة المختلفة للبلاد، فضلًا عن التحوُّل الجذري في السياسات الاقتصادية والاجتماعية؛ لبناء مجتمع مزدهر بالتنمية في كافة المجالات.
إن الهدف من هذا اليوم هو تعويد الأجيال القادمة على الاعتزاز بماضيهم، والانتماء لتراثهم، وذلك لأن التراث هو حلقة الوصل بين الأجيال السابقة والأجيال الحاضرة.
ونرى أن في هذه المناسبة فرصة طيبة لترسيخ وإظهار هوية وحب الوطن، ونستطيع من خلالها أن يحكي الأجداد والآباء عن مسيرة وقصص الفخر والكفاح، ويعبّروا عن الوحدة والتلاحم ونشر الوعي الثقافي، وكيف استطاعت المملكة خلال مائة عام أن تنهض وتتطور، وتعمل بكل السبل المتاحة على تحسين أوضاع الشعب، ورفعة مكانته؛ لكي يتفوق في كافة المجالات.
ونستطيع أن نقول إن الأمن والرخاء اللذين تشهدهما المملكة لم يكونا وليد اليوم فقط، بل عبر رحلة من سنين طويلة من الكفاح استطاعت خلاله المملكة أن تتحدى الكثير من الصعاب تحت ظل قيادات حكيمة كان هدفها الأول تحقيق الأمن والأمان لكل مَن يعيش تحت سماء المملكة.
وخلاصة القول: نرى أن هذا اليوم هو يوم لبث روح حب الوطن في نفوس الصغار والشباب؛ باعتباره من أهم الأيام التي أنصفت جهود الأجداد حتى نستطيع إخراج أجيال تفهم وتعي تاريخ بلادها، وترى كمّ التضحيات التي مرت بها المملكة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن من تطور.