تبدأ فنلندا بناء سياج بطول 200 كيلومتر على أجزاء من حدودها مع روسيا، لتعزيز الأمن والتصدي لأي محاولة من جانب موسكو لتسليح الهجرة الجماعية بعد غزو موسكو لأوكرانيا.
ستُمهد الغابات على طول المنطقة المُختارة، ومن المقرر بناء الطرق وتركيب السياج في مارس الحاليّ، وفقًا لما أعلنه حرس الحدود الفنلندي في بيان له.
لماذا تبني فنلندا السياج الآن؟
تشترك فنلندا في أطول حدود الاتحاد الأوروبي مع روسيا، بطول 1340 كيلومترًا، وفي الوقت الحاليّ تؤمّن هذه الحدود بأسوار خشبية خفيفة، كانت مصممة بغرض منع الماشية من التجول في الجانب الخطأ.
وأخيرًا غيَّرت الحرب في أوكرانيا الوضع الأمني لدى دول المنطقة، إذ شهدت فنلندا تدفقًا للروس في سبتمبر الماضي، بعدما أمر الرئيس فلاديمير بوتين بتعبئة جنود الاحتياط للقتال في أوكرانيا.
الأمر نفسه جرى مع إستونيا ولاتفيا وبولندا، والتي زودت الإجراءات الأمنية على حدودها مع روسيا، أو تخطط للقيام بذلك.
لجأت فنلندا إلى هذه الخطوة خوفًا من أن تستخدم موسكو الهجرة الجماعية لممارسة الضغط السياسي على هلسنكي، وقد أقرت فنلندا في يوليو الماضي تعديلات جديدة على قانون حرس الحدود لتسهيل بناء أسوار أقوى، وفقًا لموقع صحيفة الجارديان البريطانية.
تفاصيل السياج الفنلندي
قالت السلطات الفنلندية، إنه من المتوقع الانتهاء من المشروع التجريبي الذي يبلغ طوله 3 كيلومترات عند المعبر الحدودي الجنوبي الشرقي في إيماترا بنهاية يونيو من العام الحاليّ.
سيُبنى 70 كم أخرى بشكل رئيسي في جنوب شرق فنلندا، بين عامي 2023 و2025، في المجموع، تخطط فنلندا لبناء 200 كيلومتر من حدودها مع روسيا بتكلفة نحو 380 مليون يورو.
سيكون السور بارتفاع ثلاثة أمتار مع أسلاك شائكة في الأعلى، مع مناطق حساسة بشكل خاص مجهزة بكاميرات الرؤية الليلية والأضواء ومكبرات الصوت.
التخلي عن سياسة الحياد
جاء هذا الإعلان في الوقت الذي يتقدم فيه البرلمان الفنلندي في محاولته للانضمام إلى الناتو، ما يزيد من احتمالية ترك جارتها السويد وراءها للدخول بسرعة في اتفاقية الدفاع عبر الحلف الأطلسي، ومن المقرّر تصويت النواب الفنلنديين لتسريع عملية الانضمام.
وتخلت فنلندا والسويد عن سياساتهما التي استمرت عقودًا من عدم الانحياز العسكري، وتقدمتا بطلب للانضمام إلى الناتو في مايو من العام الماضي في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا.
تحظى فنلندا والسويد بتأييد جميع أعضاء الناتو الثلاثين باستثناء اثنين منهم، المجر وتركيا، وقال رئيس الناتو، ينس ستولتنبرج، في زيارة لفنلندا، أمس الثلاثاء: حان الوقت الآن للتصديق والترحيب الكامل بفنلندا والسويد كعضوين.
ومن المتوقع أن يجري تمرير التشريع بسهولة، بعد أن حظيت محاولة العضوية الأولية في مايو بدعم 188 من أصل 200 عضو في البرلمان.