صالح بن حنيتم

المفهوم العام للذوق العام هو كل تصرُّف إيجابي بشتى الصور، يقوم به الشخص، ويعكس للآخرين شخصيته أو شخصيتها من رقي وذوق كأسلوب الحديث وفن التعامل، بما في ذلك حسن اختيار الملابس المناسبة للأماكن العامة، وكما يقال: (كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس)، هذا فيما يخص سلوك الأفراد، ولكن ماذا عن الذوق العام لدى موظفي المؤسسات والإدارات والهيئات الحكومية وغيرها من القطاع الخاص، ففي هذا الجانب حرصت الجمعية السعودية للذوق العام على نشر ثقافة الذوق العام في بيئات الأعمال، وفق برنامج سفراء الذوق الذي تم تدشينه من قِبَل (أمير الذوق) صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، أمير المنطقة الشرقية الرئيس الفخري للجمعية، حيث نفذت الجمعية العديد من البرامج والمحاضرات عن أهمية الذوق العام في غرس وتعزيز القيم الإسلامية، وتقوية الروابط المجتمعية، وانتشار الأخلاق الحسنة، وزيادة المودة والتآلف، وتقدم المجتمع وتحضّره، وتعزيز الممارسات الإيجابية، ومواكبة التوجهات الوطنية، ورفع الولاء والانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية، والتي تمثل جزءًا لا يتجزأ من قيم الإنسان التي يحث عليها ديننا الحنيف، كما جاءت في عدة مواضع بالقرآن الكريم والسُّنة النبوية، كخفض الصوت عند الحوار، وآداب الزيارة، وحسن المظهر، والكلمة الطيبة، والمحافظة على خصوصية الآخرين، والاهتمام بالمظهر، وإماطة الأذى عن الطريق، بالإضافة إلى الذوق في التعامل مع صغار وكبار السن، كما تعمل الجمعية ضمن مبادرة «وطن الذوق» على نشر وتعزيز ثقافة الذوق العام في مختلف جوانب ومناحي الحياة، والتي تضم بدورها البرامج التالية:

- «كود الذوق»، وهي إحدى الوثائق النوعية والمبتكرة، لتوصيف المعايير الذوقية الواجب توافرها في المجتمع الوظيفي.

- مبادرة «سفراء الذوق» تستهدف تأهيل سفير في كل مؤسسة حكومية؛ ليتولى نشر مفاهيم الذوق المرتبطة بالشأن العام، وتطوير وتدريب مزوّدي الخدمات في القطاع الحكومي على ذوقيات التعامل مع المستفيدين.

- مبادرة «بيوت المتقين»، وتستهدف نشر القيم الدينية الذوقية المرتبطة بالمساجد، وذلك من خلال تعزيز مجموعة من السلوكيات الحسنة.

- «ذوقيات وافد» الذي يستهدف تعريف العمالة الوافدة بالذوقيات العامة المرتبطة بالقيم الإسلامية، وثقافة المجتمع السعودي، بالإضافة إلى الأطر التشريعية المتعلقة بذلك.

- «ذوقيات المتنزهات والحدائق»، يحرص على توعية مرتاديها بالسلوكيات والممارسات الذوقية في هذه المرافق، فيما يعزز برنامج «ذوقيات التفاعل مع الأشخاص ذوي الإعاقة» الوعي لدى المجتمع حول التفاعل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، ونشر الوعي بأساليب التعامل معهم.

- برنامج «ذوقيات المقاهي والمطاعم» يُعنى بنشر بروتوكول الذوق العام فيها، وذلك بالتركيز على كل السلوكيات الذوقية الواجب اتباعها في تلك الأماكن.

- برنامج «رياضتنا ذوق» يحث على تعزيز جميع الممارسات الإيجابية الذوقية بين عناصر المجتمع الرياضي ومكوّناته.

- برنامج «القيادة بذوق» جاء ليعزز ذوقيات العلاقة والتعامل والتفاعل بين قائدي المركبات المختلفة والمبنية على الاحترام والتقدير والمرونة والإيثار، بما يحقق التناغم ويكفل سلامة الجميع.

- «ذوقيات التعامل مع العملاء»، يستهدف الارتقاء بمستوى تقديم الخدمات بما يتوافق مع مفاهيم الذوق العام وتحقيق رضا العملاء.

نرفع العقال لهذه الجمعية الوليدة ذات الأحلام الكبيرة، والتي تحمل في طيات برامجها رؤية تتماشى مع الرؤية دون الاستهانة بما قد تواجهه من تحديات سلوكية وثقافية، فلنكن مع مَن يرسم اللوحة الجميلة للذوق العام على أرض الوطن وننبذ من يشوّهها؛ ليبقى الذوق واقعا وسلوكا ملموسا على أرض # وطن_الذوق.

Saleh _hunaitem@