مريم الهنائية

@alhinai333

منظرٌ جميلٌ ارتسم في ذاكرتي عندما حضرت اليوم المفتوح لجامعة صحار، جنسياتٌ مختلفة، ثقاقات متنوعة، أديان منفصلة أو متشابهة، أعمار غطّت كل مراحل الحياة، من الرضيع وحتى الكهل، أصحاب مناصب ارتفعت بقامتها، أو تجمَّلت ببساطتها وعفويتها، أذواق وأفكار تنوَّعت وتفاوتت وانسجمت، كل هذا كان كالقصة الجميلة التي تحكي توافق البشر.. مهما اختلفوا.. قال تعالى: «وجعلناكم شعوبًا وقبائل»، فتذكَّرت المثل العربي القديم «يد الله مع الجماعة»، وكم نَحنُ بحاجةٍ لأن نردده هذه الأيام، ففي زمنٍ كثُرت فيه الكوارث الطبيعية والأحداث المؤلمة كوباء كورونا والزلازل التي عانى منها كثير من البشر، وأبعدت الأجساد عن بعض، بل أبعدت الأرواح بالموت، فقد أصبحت وحدة البشر أمرًا مطلوبًا أو كما أقول أنا «محببة للقلب».

إن ما يحدث منذ سنوات مضت هو عبارة عن صدمات قوية متتالية كصاعقة كهربائية تضرب عقول البشرية، فتفقدها التوازن ويتحوّل الاستمتاع بالحياة والمضي في تحقيق الأحلام والأهداف لأمرٍ يزداد صعوبة، خوفًا من الكوارث والفشل، وهو أمرٌ يحتاج لتركيز وطاقة أكبر.

ولكن في الجانب الآخر من الصورة، فما يمرُ بنا أظهر التعاون والتعاضد فيما بين البشر، بل أنتج جنينًا جميلًا لوحدةٍ إنسانيةٍ قد تختفي معها كل الحواجز التي رُسمت وفرّقت الشعوب، كالدين واللغة والاعتقادات.. عندما نجتمع على طاولةٍ واحدة؛ بهدفٍ واحدٍ، يصبح المستحيل سهلَ المنال، وتتحول الصعاب والمصائب الكبيرة، لمشاكل مؤقتة يسهُل التصدى لها

يقول لافونتين: «الجبل لا يحتاج لجبل، ولكن الإنسان يحتاج لإنسان»؛ لننير مستقبل الأمة، نحتاج أن نعمل معًا مهما كانت مواصفاتنا، ومهما كبُرت أو صغُرت مشاركتُنا، فكما يقول أودري هيبورن: «عندما لا تجد شخصًا تصنع له كوبًا من الشاي، عندما لا تجد شخصًا بحاجتك، عندها تنتهي الحياة»، فلكلٍ منا دور تتوازن به الحياة، وتستقيم به الأمور.

من يقرأ حروفي هذه... ساعد مَن حولك، فأنت لا تمشي وحيدًا في طريقِ الحياة، أنت فردٌ من قافلة تسعى جاهدةً لتحقيق هدفٍ ما في مكانٍ ما.