توقَّع مسؤول كبير في المخابرات العسكرية الأوكرانية نفاد الأدوات العسكرية لدى روسيا لتحقيق أهدافها الحربية في أوكرانيا بحلول نهاية الربيع.
جاءت توقعات الميجور جنرال كيريلو بودانوف في مقابلة مع صحيفة يو إس إيه توداي الأمريكية، وسط قدر كبير من عدم اليقين بشأن الشكل الذي ستبدو عليه المرحلة التالية من الحرب مع دخولها عامها الثاني.
إهدار الموارد
قال بودانوف: أهدرت روسيا كميات هائلة من الموارد البشرية والأسلحة والمواد، اقتصادها وإنتاجها غير قادرين على تغطية هذه الخسائر، لقد غيَّرت تسلسل قيادتها العسكرية، إذا فشل الجيش الروسي في أهدافه هذا الربيع، فستكون قد استنفدت أدواتها العسكرية.
وتوقَّع المسؤول الأوكراني أن تخوض بلاده وروسيا معركة حاسمة هذا الربيع، وستكون هذه المعركة الأخيرة قبل انتهاء هذه الحرب، دون أن يقدم أي دليل محدد لدعم مزاعمه.
نفاد المخزونات
ومع ذلك، يبدو أن توقعات بودانوف تتماشى مع الرأي المتفق عليه بين المحللين العسكريين المستقلين بأن روسيا تفتقر حاليًا إلى الذخيرة والإمدادات العسكرية والكميات الكافية من الجنود المهرة والمنظمين والمتحمسين لإحراز تقدم كبير ضد الخطوط الدفاعية في شرق أوكرانيا، حيث يكون القتال أعنف.
ونقلت الصحيفة عن فيليب أوبراين، أستاذ دراسات الأمن الاستراتيجي في جامعة سانت أندروز باسكتلندا، قوله، فقدت روسيا ما يقرب من نصف دباباتها، ونيرانها المدفعية معطلة، وليس لديها قاعدة منتجة لصنع الكثير من المعدات الجديدة، وصنع معدات جديدة ليس بالأمر السهل في ظل العقوبات، لذلك مخزوناتها تنفد.
توقعات دقيقة
وبحسب الصحيفة، فإن بودانوف هو رئيس المديرية الرئيسية للاستخبارات بوزارة الدفاع الأوكرانية، وأثبتت بعض توقعاته السابقة للمسار العام للحرب أنها دقيقة.
وتابعت: في مقابلة مع الصحيفة في نوفمبر 2021، توقع بودانوف أن تصعد روسيا تدريجيًا في أواخر ذلك العام سلسلة من الاستفزازات الكاذبة كذريعة لشن غزو، مما يؤدي إلى أزمة طاقة واضطراب اقتصادي وانعدام الأمن الغذائي في البلدان التي تعتمد على صادرات أوكرانيا، وكل هذه الأشياء حدثت فيما بعد.
تحرير القرم
في المقابلة الأخيرة، التي أجريت في منتصف فبراير، قال بودانوف إن الحرب لن تنتهي حتى يجري تحرير منطقة القرم الأوكرانية، على البحر الأسود، من روسيا، كما جعل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عودة شبه جزيرة القرم وجميع الأراضي الأخرى التي تحتلها روسيا إلى أوكرانيا شرطًا لأي تسوية سلمية.
وقال وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت جيتس في منتدى على الإنترنت أخيرًا إن خسارة شبه جزيرة القرم، حيث توجد قاعدة بحرية أمام أوكرانيا سوف تتجاوز الخط الأحمر بالنسبة إلى روسيا، ومن المرجح أن تخاطر بتصعيد الحرب.
وفي المقابلة، رفض بودانوف اقتراحات من صناع الرأي والسياسة المؤثرين في الغرب الذين يزعمون أنه من خلال تزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة أكثر من أي وقت مضى، يخاطر الناتو بالتورط في حرب أوسع مع روسيا.