تمكن فريق طبي متخصص في جراحة وأمراض الجهاز الهضمي بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر من تشخيص وعلاج رجل عمره 48 عاماً، عانى من فقر دم حاد ومزمن، استعصى تشخيصه على الأطباء، وسبب له الكثير من الأعراض التي نغصت حياته، واحتاج مراراً لنقل الدم لتعويض الهبوط الحاد في مستوى الهيموجلوبين.
وقال د. محمد البقيعي استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد الذي قاد الفريق الطبي مع استشاري الجراحة العامة والجهاز الهضمي، أن المريض راجع عدة مستشفيات داخل المملكة وخارجها، وبسبب عدم دقة التشخيص اقتصر العلاج الذي وُصف له على مكملات الحديد التي لم تسهم في تحسن حالته، فراجع المستشفى إثر تفاقم الأعراض، التي من أبرزها ألم بالصدر وضعف عام والشعور بالتخمة بعد وقت قصير من بدء تناول الطعام، بالإضافة إلى صعوبة في التنفس، واسوداد بما تطرحة الإمعاء من فضلات.
وبالاطلاع على الفحوصات الطبية السابقة لم يجد الفريق الطبي ما يفسر مشكلة فقر الدم، فأخضع المريض لمنظار استكشافي أظهر أنه مصاب بفتق كبير بالحجاب الحاجز وعبور الجزء العلوي من المعدة إلى التجويف الصدري، وسبب ذلك ضغطاً كبيراً أدى إلى حدوث نزيف معوي مستمر من الغشاء المخاطي للمعدة، ويخرج مع ما تطرحه المعدة من فضلات.
وأخضع الفريق الطبي الحالة إلى الدراسة، وخلص إلى أن التدخل الطبي المناسب هو الجراحة، حيث أجريت للمريض عملية بالمنظار الجراحي تم فيها إعادة المعدة إلى مكانها الطبيعي بالتجويف البطني، ومن ثم رتق الفتق بدقة، وتكللت العملية التي استمرت ساعتين بنجاح متكامل، ونقل المريض مباشرة إلى جناح التنويم وأمضى منوماً بالمستشفى لمدة 3 أيام، تحسنت خلالها حالته على نحو متسارع، قبل أن يغادر إلى منزله بصحة جيدة، وأثبتت الفحوصات اللاحقة للعملية توقف النزيف بشكل كامل واستقرار المعدة داخل التجويف البطني، وتزايداً في نسبة الدم ووصولها إلى المستوى الطبيعي بعد أسابيع.