أدار الندوة - حذيفة القرشي

أكد مختصون أهمية تأسيس وتنظيم العمل التطوعي خاصة بعد ارتفاع أعداد المتطوعين، والتي بلغت قرابة 260 ألف متطوع خلال 2022.

وطالبوا خلال ندوة اليوم تحت عنوان ثقافة التطوع بضرورة التخصص في التطوع، ومنح دبلومات في مجالاته لتوظيفها بشكل احترافي.

وأشادوا باتجاه المملكة نحو تأسيس ثقافة التطوع بخطى غير مسبوقة للوصول إلى نحو مليون متطوع مؤهل خلال 2030، وحذروا من وجود بعض الممارسات الخاطئة المستغلة للمتطوعين والتي تلحق الضرر.

كما قدموا عددًا من التوصيات لتلافي تلك الأخطاء وحماية المتطوع من الاستغلال.

خلف الزهراني المستشار التربوي والخبير في إعداد المبادرات المجتمعية - اليوم

70% من المتطوعين نساء

قال المستشار التربوي والخبير في إعداد المبادرات المجتمعية د. خلف الزهراني، إن المملكة تسير وفق خطى غير مسبوقة في المجال التطوعي من حيث حوكمته وتأسيس صناعته، كما أدركت رؤية 2030 أهمية دور العمل التطوعي في تحقيق بعض أهدافها، وضمّنت العمل التطوعي في أهدافها المستقبلية من خلال 17 هدفًا عُرفت بأهداف التنمية المستدامة.

وأوضح أن المملكة من خلال التنظيم الذي أجرته في العمل التطوعي، ستفعّل الطاقات وتوجهها التوجيه الأمثل إلى مخرجات ومنجزات تثري الوطن وتلافي الأخطاء التي كانت موجودة في الأعمال الفردية والاجتهادات الشخصية، والتي كانت تتسم بعدم وضوح الرسالة وعدم تأهيل المتطوعين أو الاستفادة منهم بحسب الاختصاصات والمجالات المناسبة لهم.

وأكد أن الهدف المرجو من وجود مبادرات نوعية تطوعية هو النتائج والمخرجات وليست أعداد المتطوعين أو ساعات التطوع، ومن الضرورة السير بتوازٍ مع رفع أعداد المتطوعين، ووجود مخرج نهائي يعمل على تأهيل المتطوع وإكمال المشروع بطريقة مثلى.

وأشار إلى وصول عدد المتطوعين في المملكة اليوم إلى 260 ألف متطوع، منهم 70% من العنصر النسائي، مطالبًا بتبني فكرة طرح دراسة التطوع ومنح شهادة علمية دبلوم أو نحو ذلك بعد اجتياز متطلباتها، لتأهيل متطوع حقيقي مؤهل قادر على أداء المهام على أكمل وجه، بالإضافة إلى تخصيص برامج إعلامية لإبراز جهود المملكة في مجال التطوع وتثقيف المجتمع من خلالها.

سلوى السيالي المستشارة التربوية والأسرية في مجال التطوع - اليوم

العمل التطوعي يدفع عملية التنمية إلى الاستمرارية

أوضحت المستشارة التربوية والأسرية في مجال التطوع سلوى السيالي، أن العمل التطوعي يدفع عملية التنمية إلى الاستمرارية في جميع المجالات عبر منهجية علمية واحترافية عالية مبنية على أسس الخبرة والتجارب.

وأكدت حاجة المتطوعين إلى قادة وإدارة للإرشاد وإلى التصرف الأمثل من أجل جودة العمل وتسخير الطاقات والجهود، ولتغذية الدوافع والاحتياجات من خلاله إلى جانب تحقيقهم الهدف المنشود والأثر الإيجابي الذي حققوه، وأسهموا فيه، ومعرفة التحديات ومعالجة الإشكاليات التي قد يتعرضون لها أثناء العمل التطوعي، بالإضافة إلى وجود رؤية واضحة لهم وتنظيم وترتيب المهام وتخطيط واختيار الأهداف المراد تحقيقها والإدارة المثلى للوقت لتنظيم الجهد ورفع الإنتاجية.

وتابعت: من المهام مشاركتهم في عملية التخطيط والتنفيذ، إضافة إلى حوافز معنوية ومادية تسهم في استمرارية الأداء في الأعمال التطوعية.

وقالت إن المجال التطوعي في المملكة أصبح أكثر عطاء وإنتاجية عن ذي قبل مع وجود جهات توحد هذا العمل، موضحة أن عدد الساعات التطوعية بلغ 12.8 مليون ساعة في العام الماضي، وهو ما يؤكد سير عملية التطوع بنجاح ضمن ما خُطط له في رؤية 2030.

4 حلول رئيسية لمعالجة الأخطاء

أشارت السيالي إلى 4 حلول رئيسية لمعالجة الممارسات الخاطئة تتبعها الجهات في التعامل مع المتطوعين، وتتمثل في توظيف مهارات المتطوع في المجال المناسب له، والتخصصية في المجالات التطوعية، وإيجاد حوافز تشجيعية، وإلزام الجهات بعقود رسمية مع المتطوعين توضح الحقوق والالتزامات لمنع استغلال المتطوعين.

وأشارت إلى أن الأعمال التطوعية لها فوائد كثيرة، منها اكتساب الخبرة والتنوع في الأعمال وسد النقص ببعض التخصصات، والتوجيه الأمثل لطاقات المتطوعين وتحقيق الأهداف الوطنية.

رانيا أبو خديجة الأخصائية النفسية والمتطوعة - اليوم

ممارسات تضر المتطوع تمتد لمطالبات مالية

أوضحت الأخصائية النفسية والمتطوعة رانيا أبو خديجة أن المتطوعين يحتاجون إلى التقدير والاحترام وتلبية الاحتياجات عند المشاركة في أي برنامج تطوعي لصقل المهارات الموجودة لديهم، ومساعدتهم على اكتشاف مهاراتهم، ورفع معنوياتهم، وإعطائهم الأهمية من خلال مشاركتهم في بعض الأفكار.

وقالت إن الأهم من ذلك أن نحدد لهم المنافع التي سوف تعود عليهم من هذه الفرصة، كاكتساب مهارة معينة أو أنه يحصل على شهادة خبرة، أو أي شكل من أشكال التقدير أو التعلم، والأهم من ذلك الوفاء بأي اتفاق أو وعد يحدث بينهم.

وقالت إن استغلال الجهة المستضيفة للتطوع لتلك الفئة يلحق الضرر الكبير في تنمية أعدادهم واستمرارية شغفهم بذلك المجال، خصوصًا انتشار بعض الممارسات الخاطئة في استغلالية المتطوعين لأعمال شخصية أو إسناد مهام غير المتفق عليها، وسوء التخطيط، فيحضر المتطوع إلى المؤسسة بدون أي فائدة وبدون إعطائه أي مهمة تُسند إليه، فقط لترتفع سمعتهم بأنهم يقبلون متطوعين.

مفاهيم خاطئة تؤدي إلى استغلال المتطوع

قالت أبو خديجة إن بعض الجهات لديها مفهوم خاطئ عن التطوع، فتطلب من المتطوعين مبالغ مالية أو عينية، مضيفة أن استغلال المتطوعين يكون باستنزاف طاقاتهم، ومنها جني الأرباح، وقد تكون بعض المؤسسات أو الفعاليات ربحية، والمتطوعون يكونون بدون أي مقابل أو مكافأة حتى ولو كانت بسيطة بمسمى العمل التطوعي، ومنها العمل دون عقود توضح حقوقهم، وإجبار المتطوع على العمل لساعات طويلة، وأن يؤدي المتطوع واجبات الموظف الرسمي، بينما يتأخر ذلك الموظف عن حضوره للمؤسسة.

وأضافت: لذلك للأسف، أصبح لدى شبابنا وشاباتنا الخوف من الاستغلال وأصبحوا يمتنعون عن العمل التطوعي، بالرغم من وجود الشغف والطموح لديهم لخدمة دينهم ووطنهم وتحقيق رؤية قائدنا وولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان 2023.

عبد الله المدني المستشار القانوني والمشارك في العديد من المبادرات التطوعية - اليوم

عقد يحمي الأطراف ويعزز المفاهيم

أوضح المستشار القانوني والمشارك في العديد من المبادرات التطوعية عبد الله هاني المدني أن حاجة الأعمال إلى المتطوعين لا تكاد تنتهي على مستوى جميع الأعمال الربحية أو غير الربحية، وترسيخ مفهوم العمل التطوعي في الفترة الأخيرة أصبح يأخذ الجانب الإيجابي بعد تفعيل المنصة الوطنية للعمل التطوعي التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، وهي حاضنة سعودية للعمل التطوعي توفر بيئة آمنة تخدم وتنظم العلاقة بين الجهات الموفرة للفرص التطوعية والمتطوعين في المملكة.

وأكد أهمية معرفة الحقوق والواجبات للمتطوع قبل البدء في أي عمل تطوعي من خلال عقود أو آلية تحدد الواجبات والحقوق، حتى تمنع الاستغلالية أو التداخل في المهام.

وأضاف: كما أن الإجراءات التي تجريها الجهات الحكومية لتنظيم الممارسات التطوعية بالشكل الصحيح تساعد في ترسيخ مبدأ العمل الجماعي الفعال، وللجهة المستفيدة تكريم المتطوعين سنويًا في المناسبات الوطنية أو الدولية، ولرئيس الجهة المستفيدة منح المتطوع ما يراه مناسبًا من حوافز معنوية.

سامي الحمدان المختص في صناعة المبادرات التطوعية - اليوم

تحويل المبادرات طويلة الأمد إلى مشاريع مستدامة

قال المختص في صناعة المبادرات التطوعية سامي الحمدان، إن المتابع لبعض المبادرات التطوعية يجد أن الكثير منها قصيرة المدى، مع غياب فكرة وهدف استثمارها برؤية بعيدة المدى، وهذا يحتم على مسؤولي العمل التطوعي في الجهات الحكومية وغير الربحية الإسهام في صناعة المبادرات التطوعية، ثم وضع الخطط الاستراتيجية لاستثمارها وتفعيلها وتطوير قياداتها لتحويلها إلى مشاريع نوعية ومستدامة، ويتأتى ذلك بنشر ثقافة صناعة المبادرات التطوعية بين قيادات العمل التطوعي والمتطوعين.

وتابع أن مفهوم صناعة المبادرات التطوعية يعني أن نستثمر المبادرات التطوعية عبر تحويلها إلى مشاريع تسهم في بناء الوطن والمواطن، وتبدأ مع فكرة البرنامج التطوعي، ويلزم لتحقيق هذا الهدف وجود دراسة جدوى مقيمة ومحكمة لضمان نجاحها وتحويلها إلى مشروع مستقل، وأن يكون أعضاء فريق العمل لديهم المهارات المتوافقة مع المبادرات طويلة المدى، وتوزيع المهام حسب قدرات وميول المتطوعين.

سعد آل حماد المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية - اليوم

900 مليون ريال عائدًا اقتصاديًا في 2022

كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية سعد آل حماد أن عدد المتطوعين لعام 2022 بلغ 658.036 متطوعًا، وكان نصيب المنطقة الشرقية من المجموع 70.069 متطوعًا.

وأوضح أن العائد الاقتصادي للعمل التطوعي في عام 2022 بلغ أكثر من 900 مليون ريال، كما بلغ عدد المستفيدين من الأعمال التطوعية أكثر من 65 مليون مستفيد، مشيرًا إلى أن نشر العمل التطوعي وتعزيز ثقافته بين الأفراد والمجتمع يسهم في تعزيز قيم الإنسانية والمسؤولية، كما يخدم هدف رؤية المملكة 2030 بالوصول إلى مليون متطوع.

وأضاف أن جهود الوزارة تضمنت إصدار نظام العمل التطوعي الصادر بـ18 مادة توضح حقوق المتطوع والجهات المستفيدة من العمل التطوعي، إضافة إلى إصدار اللائحة التنفيذية المفسرة لمواد النظام، وإطلاق المنصة الوطنية للعمل التطوعي لخلق بيئة آمنة تنظم العلاقة بين المتطوعين والجهات الموفرة للفرص.

توصيات مهمة خرجت بها الندوة - اليوم