اليوم - د. نورهان عباس

تزداد المخاوف السوقية من قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بكسر التوقعات الاقتصادية، واللجوء إلى إجراءات التشديد المفرطة حتى نهاية العام، وهو ما سيؤثر بدوره على أسواق الذهب العالمية، ويتسبب في تقلبات جمة بأسعار المعدن الأصفر، وفق ما ذكرت منصة كيتكو في الموضوع الذي ترجمت صحيفة اليوم أبرز ما جاء فيه.

ووفقاً لهذا السيناريو، يتطلع المراقبون والمستثمرون في أسواق الذهب إلى مستويات قياسية جديدة في 2023، كما ظهر مسح أجرته منصة أسعار الذهب لبما (LBMA).

وبدء الذهب العام الحالي على ارتفاع، وسرعان ما أعقبه تراجع في فبراير المنصرم، وهو الأمر اللافت الذي فسره المحللون بثلاثة عوامل رئيسية ستسيطر على الذهب لبقية عام 2023، وهي: توقعات وتحركات بنك الاحتياطي الفيدرالي المربوطة بالدولار، والتضخم، والتطورات السياسية.

وأعطى 30 محللاً مشاركًا في استطلاع لبما السنوي لهذا العام مؤشراً لسعر الذهب، وحددوا متوسطه بـ1860 دولارًا للأوقية، والفضة عند 23.65 دولارًا للأوقية.

بينما كان نطاق الأقصى للذهب ما بين 1594 دولارًا و2025 دولارًا للأوقية، وكان نطاق الفضة الأعلى ما بين 17.40 دولارًا و27 دولارًا للأوقية.

تأتي هذه التوقعات في الوقت الذي تعيد فيه الأسواق تقدير نسب رفع سعر الفائدة الفيدرالية، بناءً على استمرار أسعار الفائدة الأعلى لفترة أطول.

والآن يحذر محللو الذهب من أن البنك المركزي الأمريكي يمكن أن يكسر كل التوقعات، ويستمر في وتيرة التشديد المفرط.

حول ذلك، قال ثوريستون بوليت، كبير الاقتصاديين في شركة ديجيسا، خلال استطلاع توقعات أسعار المعادن الثمينة لعام 2023 الذي أجرته لبما: إذا ما بالغت البنوك المركزية في تشديداتها النقدية فسوف يحلق ذلك الضرر بالدورة الاقتصادية والأسواق المالية.

وتوقع بوليت أن يرتفع الذهب، وقال: أتوقع أن يبلغ متوسط سعر الذهب ألفي دولار هذا العام مع احتمال صعودي محدود قد يصل به إلى 2200 دولار للأوقية.

في السياق ذاته، قال نيكي شيلس، رئيس الأبحاث الاستراتيجية لأسواق المعادن في شركة إم إكيه إس بامب: إن المستثمرين بحاجة إلى أن يتذكروا أن آثار السياسة النقدية دائمًا ما تتأخر في الظهور. وستعود الارتفاعات التي شهدناها العام الماضي إلى السوق. وسيكون الطلب لغرض الاستثمار هو الحافز الرئيسي الداعم لأسعار الذهب.

وتوقع شيلس أن يبلغ متوسط السعر 1880 دولارًا للأونصة بسبب ارتفاع معدلات التضخم المصحوب بمخاطر الركود.

ولا يزال المحللون يرون أن الذهب وسيلة جيدة للتحوط من التضخم. لكن المفتاح هو فهم كيفية قراءة أسعار الذهب فيما يتعلق ببيانات التضخم، كما أشار جيمس ستيل، كبير محللي المعادن الثمينة في بنك إتش إس بي سي.

اختتم شيلس: يميل الذهب إلى عدم الاستجابة لأحدث بيانات التضخم، وبناءً على أداء الذهب في العقدين الماضيين، قد تحدث مفاجأة مدوية في الأسعار خلال العام الجاري.