أغلقت الرياضة السعودية ممثلة بكرة القدم والمنتخب الأول، العام المنصرم، بإنجاز جيد في كأس العالم، تفوّق فيها على بطل البطولة، وكنا نأمل استمرار الأفراح، ولكن الإصابات وبعض تخبّطات المدرب كانت سببًا دون تحقيق ذلك.
بدأ العام الجديد، وبدأ معه كأس العالم للأندية، مثّلنا بطل القارة الأكبر في العالم الهلال في تلك البطولة، ذهب محمَّلًا بالأحلام والدعوات والأمنيات، وأيضًا العقوبات والإصابات، ذهب بقلبٍ يحمل تاريخه وثقافته وهويته وهيبته أكفًّا تُرفع من جماهيره، تسأل القادر «سبحانه وتعالى» أن يوفقه وينصره على ظروفه قبل خصومه، بناءً على كل ما سبق، كان المتشائمون والشامتون والمتربصون ينتظرون خروجه الأول على يد المستضيف بطل قارة الأدغال الأفريقية القوية والشرسة، ولكنه كعادته وجَّه لكماته لهم قبل خصمه أيضًا.
أخرج صاحب الأرض من عقر داره، وبين أهله وجماهيره في بيته ومكانه، الزعيم حتى وإن غابت هيبته من قوته، فإن هناك هيبة من جراحه تولد في أي لحظة، فمَن خُلق كبيرًا يبقى كبيرًا، قابل بعدها ثاني أقوى فرق البطولة بطل أمريكا الجنوبية موطن كرة القدم وفنها وعجائبها وسحرها البرازيلي فلامنجو، واقتص منه وطرحه أرضًا، ومضى إلى أعتى فرق العالم عبر العصور ريال مدريد؛ ليقف له نِدًّا، فرفع لواء الوطن مجددًا كعادته وجهَّز المنصة والمقصورة الرئيسية ومقاعدها أيضًا كعادته؛ لتمثيل بلدنا العظيم في النهائي مع جهاز الفيفا التنفيذي، وعلى رأسهم رئيسه. خسر النهائي، ولكنه كسب كل شيء آخر، أولها احترام زعيم الكرة في العالم ريال مدريد قيمة وقامة، الذي تلقت شباكه ثلاثة أهداف، وكان الرابع وشيكًا.
كل ذلك من فريق معاقب واجه الكثير من العقبات والمطبات؛ بسبب وبدونه، فماذا لو كان مكتملًا؟
عاد مشرفًا شامخًا متجاوزًا كل الأمنيات، ومن ثم يُبحر مجددًا كعادته إلى مجدٍ آخر في بطولة آسيا؛ ليجندل الفرق واحدًا تلو الآخر، فبعد أن طرح أرضًا بطل أفريقيا، ومن ثم بطل أمريكا الجنوبية، جاء الدور على فرق آسيا لتصفّ بجانب الأبطال السابقين، فأخرج بطل الإمارات، وممثل إيران، وبطل قطر؛ ليقارع أوراوا في النهائي، كل ذلك وهو منهك بدنيًّا وطبيًّا وقانونيًّا.
الزعيم تعوَّد منذ عشرات السنين وجود العراقيل؛ بسبب وبدونه، وما ذكره رئيس غرفة فض المنازعات عن عقوبة الهلال ليس الأول من نوعه، وتجاهل المبادئ الراسخة في القانون (البينة على المدعي) والتدابير الوقتية والاجتماع في ليلة عطلة رسمية قبل بزوغ فجر عيد الفطر المبارك، كانت ضريبة نجاح وإنجاز يقدّمه هذا الزعيم العظيم في كل مرة؛ لأنه لا يعرف إلا نفسه والملعب بخلاف غيره، يقدّم إدارة احترافية تحتاج بقية الأندية عقودًا من الزمن؛ لتصل إلى نصفها، يقابل أعتى فرق العالم تشيلسي فلامنجو ريال مدريد، ينافسها ويناكفها بعقوبات، وقلبه من حديد؛ لأنه يرى أن كل الكؤوس لونها أزرق فهي له.
الزعيم علامة هيبة وشموخ وافتخار سعودية مسجلة ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا، لن يقف مهما وجد زرعًا من العراقيل «بإذن الله».
وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل «بإذن الله»، أودعكم قائلًا (النيّات الطيبة لا تخسر أبدًا)، في أمان الله.
@Majid_alsuhaimi