منذ قرابة العام، تطرّقت في كتابتي إلى أنني أرى قمة جديدة للقوى العاملة في القطاع التعديني، ونجاح قريب تحققه المرأة في التعدين، وجاء ذلك إلى ما لاحظته وشاهدته من اهتمام قيادات الدولة بتمكين الصناعة والتعدين، وكان من أهم الملاحظات التي كُتبت عنها حينها مشاهدة الأدوار الأساسية والحساسة التي تلعبها المرأة كمحرك نشط في هذا القطاع، والذي لا يختلف عن القطاعات الجديدة التي شملت المرأة، وأصبحت جزءًا منها، فكان من السهل التوقع حدوث هذا النجاح، والذي تحقق اليوم.
لكن ما جعلني أطلق عليها قمة جديدة؛ كوني شهدت زيادة الإقبال النوعية، وليست الكمية فقط لانضمام المزيد من السيدات لمجال يجهل الكثيرون طبيعة الأعمال الفنية فيه؛ كونه متخصصًا، وله مجتمع معروف ومحدود من المتمكنين فيه، وفي طبيعة أعماله لكن بوجود إستراتيجية التعدين الوطنية التي منذ إطلاقها أصبحت الخارطة التي وضحت للكثير مدى أهمية هذا القطاع الواعد، والذي أصبح جاذبًا لكل مَن أراد أن يكون جزءًا أساسيًّا من بنائه ليصبح الداعم الثالث للاقتصاد الوطني، كما هو مخطط له.
وها نحن اليوم شهدنا هذه القمة، وهذا الزخم النوعي من السيدات واللاتي حضرت شريحة منهن مؤتمر التعدين الدولي، والذي شهد حضور عدد يزيد على ٢٠٠٠ سيدة من مختلف خبراتهن العملية وخلفياتهن التعليمية والثقافية والاجتماعية.
والتنوع والشمول اللذان نراهما اليوم في القطاع، قد أذهل الكثيرين، والتنوع والشمول اللذان تتمتع بهما هذه القمة، والقوى القيادية الصاعدة، ليست بالبسيطة، وهذا ما جعل ضيفات المؤتمر من مختلف الدول الأوروبية والأفريقية والخليجية يحضرن العام القادم، ومعهن العديد من الزميلات من مختلف الأدوار في القطاعات الحكومية والخاصة في بلادهن ليخضن نفس التجربة المميزة للصاعدين والصاعدات في قطاع التعدين، واللاتي حسب إفادتهن احتجن لوقت ليس بالقليل، وجهد كبير ليصبحن مميزات في هذا المجال في أوساط المجتمع التعديني المحلي والعالمي في بلادهن.
بلا شك لعبت التقنية في فهم الأعمال وأدائها وتطور القطاع التعديني بالاطلاع على مختلف تجارب الثقافات عبر قنوات التواصل المختلفة؛ لتجعل فكرالشباب عمومًا من السيدات والرجال اليوم متطلعًا لأن يكون جزءًا من قطاع وليد وواعد وجاذب للاستثمار، وينمو بتسارع كقطاع التعدين، والذي لم يسبق له في دول أخرى، وبشهادة كل الزوار من أكثر من ٤٠ دولة زارت المنتدى، وأشادت بعدد الشباب السعودي من السيدات والرجال الذين يمثلون القطاع بشغف بمختلف أدوارهم، وهذا ما جعل للأمر قيمة ورفعة للقمة.
إن دخول المرأة القطاع لم يكن بأدوار مساندة، بل أساسية، وفي وقت تتسارع فيه الخُطى لكل مَن عمل به، وما جعلنا نفخر بوجود قامات من السيدات من دول المنطقة.. فقد ظهرت الكفاءات السعودية من السيدات في القطاع باحترافية مماثلة في التخصصية، وعكس الثقافة السعودية، وتشجيع فتح الحوار الاقتصادي والاجتماعي لاستقبال النساء من دول ما وراء البحار، واستضافتهن، ومحاكاة تجربتنا الوطنية معهن، والاستفادة من هذه القمة العالمية.
في هذا اليوم أهنئ نفسي وكل امرأة في يومها العالمي، وأتمنى لهن كل التوفيق والنجاح، ومن قمة إلى أخرى بإذن الله.
@ZumaiRana