د. لمياء البراهيم

برنامج القيادة والمرأة الذي حضرته مؤخرًا ضمن التعاون الدولي بين دولة سنغافورة والدول الصديقة، كان الاختيار لي إثر مقابلتهم لي ولزملائي وزميلاتي ممن تدربوا في أكاديمية تطوير القيادات بمعهد الإدارة في المملكة العربية السعودية.

كانت البداية من سؤال سألته لسعادة السفير السنغافوري، حينما تحدث عن منجزات بلاده، وكيف تحوَّل وطنه من دولة فقيرة محدودة الموارد إلى الوضع الراهن، وما هو أثر السياسات المجتمعية في التحوُّل الوطني لارتباط هذا المجال بتخصصي واهتماماتي.

عندما كنتُ في التدريب بين قياديات نسائية حكومية من مختلف دول العالم كنتُ أحس بالفخر، وأنه لا ينقصنا شيء عن دول سبقتنا في مواقع المرأة في القيادة، وقد انعكس اعتزازي بوطني بمناقشاتي عن النهضة الوطنية، ففي فترةٍ وجيزةٍ حدث الكثير من الإنجازات من ذلك، ومنها ما يخص تمكين المرأة، قفزت النسبة من 11% بعام 2011م إلى 34% في فبراير 2022م، ودخول المرأة مجالات لم تدخلها مسبقًا.ساعد القرار السياسي المرأة بدعمها في مراكز القرار، وحل العوائق التي تواجه دخولها في مجال العمل والشراكة المجتمعية، إضافة للسياسات والتشريعات التي ترتبط بالأسرة بما يحمي منظومة الأسرة ويساهم في دعم المرأة واستقرارها النفسي والعائلي، والكثير مما لا أستطيع حصره، ومنه التدريب الذي تلقيته لأكثر من مرة للتمكين القيادي للمرأة في المملكة، وعلى أعلى المستويات من مراكز تدريب وجامعات عالمية. في يوم التأسيس، عندما شرحت لهم الزي الذي لبسته ووصفوه بلبس الأميرات، ذكرت لهم أنه بعد ما كنا قبائل وشعوبًا في الجزيرة العربية نتناحر ونتخوف من الآخر في ظل غياب الأمن، فإننا اليوم ننعَم برفاه وعز وأمن وأمان بظل دولة كريمة تحكم من قيادةٍ هي منا وفينا، وقريبة لنا كشعبها، ولم يستعمرنا أحد، والمرأة فيها مقدَّرة محفوظة كرامتها، وشريكة في التنمية، مستندة على وطن يحميها. وباختلاطي مع نساء من دول أخرى، ولهن مواقعهن القيادية في دولهن، فالمرأة السعودية استحقت أن تُلقَّب بأنها ملكة، كما ذكرت لي زميلاتي في التدريب، وهن يعبّرن عن إعجابهن بالعباءة السعودية التي لبستها يوم التخرج، فذكرتُ لهن أن العباءة أناقة وفخامة، لكن المرأة السعودية ملكة للمميزات التي لديها، من حيث الأنظمة والتشريعات التي مكَّنتها، رغم كل التحديات المجتمعية في المجتمعات الشرقية.لا أدَّعي أننا وصلنا للكمال، لكن القفزة التي وصلت لها المملكة في ملف المرأة بفترة وجيزة ضمن الرؤية الوطنية تجعلنا نتفاءل بالقادم، وبدون إغفال للتحديات التي لاحظت أنها مشتركة بين النساء القياديات رغم اختلاف المجتمعات، ومن ذلك:

• الحاجة لوجود أنظمةٍ تُعنى بصحة المرأة العاملة؛ لارتباط ذلك بصحتها الإنجابية والصحة العقلية.

• أهمية الدعم الأسري للمرأة العاملة، من حيث توازنها واستقرارها النفسي، وتخفيف الضغوط عليها.

• دور القرار السياسي في دعم المرأة بمواقع القرار.

• مراعاة جانب ضعف العلاقات للمرأة، مقارنة بالرجل في المجتمعات المحافظة؛ للوصول لصاحب القرار، وإثبات قدراتها.

في يوم المرأة العالمي 8 مارس، نحن السعوديات نمتن بالكثير للقيادة الداعمة التي آمنت بالمرأة كشريك ودعمتها، وعلينا في الإعلام أدوار ومسؤوليات في التوعية بماهية التمكين ودوره في التنمية في الهدف الخامس لأهداف التنمية المستدامة، وأن الأمر أكبر من مجرد رقم يُضاف لمؤشرات تمكين المرأة، وإنما حق والتزام لها وعليها ضمن أدوارها التي تنفع بها نفسها والمجتمع في تحقيق اقتصاد مزدهر، ووطن طموح متى ما تم تمكين الكفء في مواقع القيادة.

@DrLalibrahim