اليوم- الدمام

بنك واحد فقط يتحكم في الاقتصاد العالمي، ومجرد توقعات عن خطوته التالية قد تقلب موازين العالم، فترتفع أسعار الذهب و النفط أوتهوى أسعارها إلى الأرض، وقد تنهار بورصات بعد قرار واحد منه، وهو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أو كما يطلق عليه البنك المركزي للبنوك المركزية في العالم.

وعلى الرغم من أن قرارات الاحتياطي الفيدرالي تخص معدلات الفائدة في الولايات المتحدة، ولكن أي خطوة له كفيلة بهز أسواق العالم، فإذا قرر رفع أو خفض الفائدة، تتبعه معظم البنوك المركزية العالمية في قرارتها.

فمثلًا يترقب الجميع اجتماع الفيدرالي القادم يوم 22 مارس المقبل، وخاصة بعد تصريحات جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي، أمام الكونجرس، التي أشار فيها إلى رفع أكبر في أسعار الفائدة، وهو ما أطاح بأسواق الأسهم التي أغلق معظمها على انخفاض أمس.

ما هو الاحتياطي الفيدرالي؟

الاحتياطي الفيدرالي الأميركي هو البنك المركزي للولايات المتحدة، وهو المسؤول عن السياسة المالية للبلاد وصيانة الاستقرار، والعملة الوطنية وتأمين النقود والتحكم بمعدلات الفوائد.

وتتنوع مهام الاحتاطي الاتحادي، بين تنظيم المؤسسات المالية وإدارة أموال البلاد، والحفاظ على استقرار الأسعار وضمان أقصى قدر من العمالة ومضاعفة حجم الإنتاج.

ويعمل الفيدرالي على تحقيق هذه المهام من خلال 3 أدوات رئيسية وهي خفض أو رفع أسعار الفائدة قصيرة، والتحكم في معدل الاحتياطي وعمليات السوق المفتوحة.

لجنة السياسة النقدية

وتتخذ كل قرارات الفيدرالي من خلال لجنة السوق المفتوحة والتي تجتمع 8 مرات كل عام لتحديد أسعار الفائدة الرئيسية، والبت فيما إذا كانت ستزيد أو تنقص المعروض النقدي الذي يتولاه مجلس الاحتياطي، وتتألف هذه اللجنة من 12 عضوا، 7 أعضاء من مجلس المحافظين، ورئيس بنك الاحتياطي في نيويورك، و4 من رؤساء البنك الاحتياطي الـ11 الآخرين.

كيف يؤثر الاحتياطي الفيدرالي على العالم؟

ويؤدي ارتفاع أسعار الفائدة إلى الإضرار بأداء الأسهم، إذ يرى الأفراد أنه يمكنهم الحصول على عائد أعلى على مدخراتهم، هذا يلغي حاجة الأفراد إلى تحمل مخاطر إضافية من خلال الاستثمار في الأسهم، ما يؤدي إلى انخفاض الطلب على الأسهم.

ولا يتوقف الأمر على الأسهم فقط بل يؤثر أيضًا على الذهب أو الملاذ الآمن لحفظ قيمة النقود خلال فترات الأزمات، وتخلى الفيدرالي الأمركي عن سياسة التيسير الكمي واتجاهه إلى تشديد السياسة النقدية يجعل العائد على السندات الأمريكية كبير ومربح وأكثر أمانًا من الذهب، ولهذا فإن ارتفاع عائد السندات، يرفع تكلفة الفرصة البديلة للذهب ويخفض من سعر المعدن النفيس.

وكذلك فإن تكلفة عقود الذهب سواء كانت الفورية أو الآجلة مقومة بالدولار، وبالتالي فإن ارتفاع الدولار يزيد من تكلفة اقتناء الذهب على حاملي العملات الأخرى، الذين يحتاجون إلى كمية أكبر من عملاتهم لشراء الدولار ، ولهذا فإن رفع سعر الفائدة الأمريكية يفقد الذهب جاذبيته.

ويؤثر رفع معدلات الفائدة الأمريكية أيضًا النفط، لأن عقوده مقومة بالدولار مثل مثل الذهب، لهذا فإن ارتفاع الدولار يرفع من تكلفة التعامل بالنفط، لهذا يتراجع إقبال المستثمرين عليه.

البنك المركزي للبنوك المركزية في العالم

وتؤثر قرارات الاحتياطي الفيدرالي في الكثير من البنوك المركزية، لأن بعض الدول تربط عملاتها المحلية بالدولار، وبالتالي عليها أن تتحرك مع الفيدرالي الأميركي، للمحافظة على عملتها، وأما الدول التي لا تربط عملتها بالدولار، فهي أيضا تضط لمجاراة اتجاهات الفيدرالي النقدية، للحفاظ على قدرتها على جذب الاستثمارات ستكون ضعيفة، فمثلاً عندما ترتفع الفائدة في أميركا تتدفق أموال المستثمرين في العالم إلى هناك بحثا عن الربح، وبالتالي من لا يرفع الفائدة سيكون أكثر عرضة لخسارة الاستثمارات.