أصبحت النساء يعشن واقعًا مشرقًا ومزدهرًا، ويتطلعن إلى مزيد من التقدم، بعد تسهيلات الحكومة الرشيدة في شتى المجالات، الأمر الذي ساعد في تألقهن بأداء الأعمال المختلفة، فضلًا عن نجاحات عديدة تحققت بدعم القيادة الرشيدة -أيدها الله.
وهنالك بعض النساء اللاتي يلعبن أكثر من دور مهم في الوقت نفسه؛ فتجدها أمًا ومربية وزوجة، وكذلك موظفة وصاحبة مسؤوليات ومهام يومية عديدة، وتسعى من خلالها لتحقيق نجاحات وإنجازات عملية ومهنية.
وتقول رغدة سليهم، إنها تواجه صعوبات عديدة؛ كونها أمًا وموظفة، الأمر الذي يضع أمامها عددًا كبيرًا من المهام والمسؤوليات داخل المنزل وخارجه كذلك، ولكي تتخطى هذه الصعوبات تعمل دومًا على إعداد جدول مهام لتقسيم المهام الأساسية والثانوية، والفصل بين العمل والعائلة، وترتيب أوقات النوم من أهم الأمور لكي تكون لديها طاقة جيدة بعد العودة من العمل، تمكنها من طهو الطعام والجلوس مع الأطفال، وغيرها من المهام العائلية، بعكس أوقات السهر التي تجعلها تستنزف طاقتها وتقصر مع أسرتها وأبنائها وعملها أيضًا.
وأضافت سليهم أن أكثر الأمور صعوبة بالنسبة لها عند مرض الأطفال، تشعر بتأنيب ضمير الأمومة وتأنيب ضمير من جانب العمل.
ترتيب الأولويات وتنظيم الوقت
تقول السيدة وفاء يماني إن طبيعة عملها تجبرها أن تكون خارج المنزل أغلب الوقت، وكيلا يؤثر هذا الأمر على رعاية أبنائها وتلبية احتياجاتهم، أصبحت تقلل من مشاهدة التلفاز أو ممارسة بعض الهوايات الشخصية على سبيل المثال، كما تقوم بتخصيص وقت للتواصل مع أطفالها، وتحاول جاهدة أن تعطي كل ذي حق حقه، وأن توفق بين العمل والأسرة.
في حين ذكرت نهلة حسين أن ترتيب الأولويات يساعدها على الالتزام والتوفيق بين العمل والعائلة، والانضباط في أمور الحياة اليومية والروتينية، وقالت: أسعى لتنظيم أولوياتي بشكل يومي، كأم أولًا ثم موظفة بدوام كامل، وأنظم أوقاتي بالتوازن بين العمل والأسرة، وأركز على الاهتمام بأمور المنزل وفصل أمور العمل ومشاكله عن البيت، وتجنب الخلط بينهما، بحيث لا يؤثر الجانب العملي على الجانب الأسري، والعكس.
من جانب آخر، قالت ذكرى مدني، إنها موظفة بمنصب قيادي وأم في الوقت نفسه، ولا ترى تعارضًا بين الأمرين؛ فالأمومة والقيادة في نظرها تلتقيان في أنهما توجبان أن يكون لديها إلهام تعزز به المنظومتين، في المنزل والعمل، وكذلك الأساليب المختلفة من التوجيه أو الإقناع أو القدوة الحسنة أو التحفيز الإيجابي وغيره، غير أن المخرج في العمل هو مقياس الإنتاجية، وبالنسبة للأمومة فجودة الوقت مع طفلتها أهم من عدد الساعات التي تقضيانها معًا.
الاتزان هو الحل
أضافت مدني: لا أخفيكم.. ينتابني في لحظات كثيرة كباقي الأمهات، شعور بالندم وتأنيب الضمير، فأحاول جاهدة أن أقضي مع ابنتي الوقت الكافي، وأقوم بتلبية احتياجاتها كافة، وتوفير جميع متطلباتها، سواء بوجودي أو انشغالي، وأن أعلمها دومًا تحمل المسؤولية والقيادة، وأشاركها جزءًا من الأعمال والأنشطة لتنمية مهاراتها القيادية.
واستطردت: أركز عند عودتي من العمل أن أقابل ابنتي بوجه حسن، وأحتضنها وأستمع إليها بصدر رحب، وبالنسبة لي فإن الأمور جميعها في الحياة تحتاج إلى اتزان، والاتزان يتطلب وقتًا واستمرارية، فالعمل نعمة نحمد الله عليها، وكذلك الأمومة، ولا بد أن نرعى هذه النعم ونشكر الله عز وجل عليها بالأقوال والأفعال.