علي بطيح العمري يكتب:alomary2008@

ما أجمل رمضان، وما أبهى أيامه وأروع لياليه..

كنت وما زلت أهنئ من يتفرغ لرمضان من أعماله الخاصة..

حتى المتقاعد يعيش رمضان مرتاح البال، فقد كفي مجاهدة الدوام.. والموظف الذي يسمح له النظام بالحصول على إجازة يتلذذ بليالي رمضان ويستفيد من نهاره.

كم أتمنى أن يكون رمضان إجازة لكل موظف، لا سيما في الدراسة والتعليم لأسباب كثيرة:

أولاً: طقوس الصيام من إفطار وصلاتي العشاء والقيام يضيق معها الوقت في الليل فلا وقت لمذاكرة الدروس والاختبارات مثلا.

ثانيًا: وجود نسبة من المدرسين والمدرسات يقطعون مسافات السفر يوميًا لمدارسهم النائية، وهو أمر يصعّب الدوام في رمضان.

ثالثًا: رمضان ليس كغيره من الشهور، حيث الصوم وطول النهار وما قد يصحبه من ارتفاع درجات الحرارة في بعض المناطق، كلها أشياء تضعف الرغبة في العمل وتحد من بذل الجهد.

رابعًا: وجود عادة السهر، وهي عادة سلبية ومزعجة بلا شك، لكنها ستبقى وإن التففنا عليها، والمطالبة بإيقاف الدراسة في رمضان ليس لتشجيع السهر، فبعضهم يسهر حتى في الأيام العادية.. إنما المشكلة تكمن في إفرازات عادة السهر، حيث يأتي الطالب شبه نائم وخامل القوى مع العطش وقلة النشاط البدني في رمضان فلا وجود للفهم والاستيعاب في هذه الحالة.

خامسًا: المرأة الموظفة في التعليم وخاصة التي تقطع المسافات البعيدة لمدرستها، ستجد صعوبة في المواءمة بين الدوام وبين متطلبات البيت والأطفال والأسرة كإعداد طعام الإفطار.

سادسًا: رمضان له خصوصية من حيث الوقت والطاعات، فهو شهر عبادة وهذه العبادات لا تتكرر في السنة، بينما الدراسة مستمرة طوال العام يمكن تعويضها في وقت آخر.

ما سبق مبررات متواضعة لمجرد اقتراح أضعه في هذا المقال، بأن يكون شهر رمضان إجازة على الأقل في السنوات القادمة، وإن كان لا بد للدراسة فيه فلتكن (عن بعد)، فالمنصة موجودة، والوزارة تهتم بالتعليم الإلكتروني، وتوليه اهتماماً كرديف للتعليم الحضوري، والتقنية باتت تختصر الوقت والمسافات، وإن كان لا بد من الدراسة الحضورية، فيا ليت يكون الحضور في وقت أبكر – في الصباح - مثل بقية العام ليتسنى للناس الاستفادة من بقية اليوم بدلاً من تقطيع نومهم.

ولكم تحياتي.