اليوم- الدمام

تفقد العاصمة الفرنسية، المُلقبة بمدينة النور، بريقها مع تراكم أطنان من القمامة على أرصفة المشاة في باريس بينما كان العمال في إضراب لليوم التاسع.

القمامة الزاحفة إلى الشوارع هي العلامة الأكثر وضوحًا على الغضب واسع النطاق بشأن مشروع قانون رفع سن التقاعد في البلاد من 62 إلى 64 عامًا، بناءً على مقترحات حكومة الرئيس، إيمانويل ماكرون.

الرائحة الكريهة تفوح من كل مكان

بدأت رائحة الطعام المتعفن تتسرب من بعض أكياس القمامة وصناديق القمامة الفائضة، في الوقت الذي تراكم فيه أكثر من 7000 طن من القمامة بحلول أمس الثلاثاء، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس.

رغم ذلك فإن التأثير السلبي للقمامة لم يصل إلى الحد الذي كان يُفترض أن يصل إليه، بفضل الطقس البارد الذي حال دون تحلل المواد العضوية وانتشار الرائحة الكريهة أكثر، ومعها الحشرات والجرذان.

القمامة في مدن فرنسية أخرى

تأثرت مدن فرنسية أخرى بإضراب العمال، بما في ذلك نانت، ورين، ولوهافر، في الوقت الذي امتد فيه الإضراب ليشمل جامعو القمامة ومنظفو الشوارع وعمال الصرف الصحي تحت الأرض.

يضغط العمال بإضرابهم لتسحب حكومة ماكرون مقترحها قبل التصويت عليه في البرلمان، يقول المعتصمون: إذا سحبت الحكومة مقترحها ستكون باريس نظيفة في غضون ثلاثة أيام.

تضرر قطاعات أخرى بسبب الإضراب الفرنسي

تسببت الإضرابات في إعاقة قطاعات أخرى بشكل متقطع، بما في ذلك النقل والطاقة والموانئ، لكن ماكرون لا يزال خائفًا في الوقت الذي تمضي فيه حكومته قدمًا في محاولة تمرير مشروع قانون إصلاح المعاشات التقاعدية الذي لا يحظى بشعبية في البرلمان.

وقلل الإضراب أيضًا من توليد الطاقة الفرنسية بمقدار 16.6 جيجاوات، حوالي 25% من إجمالي إمدادات الطاقة الحالية، في محطات الطاقة النووية والحرارية والطاقة الكهرومائية، لكن المستهلكين شعروا بتأثير ضئيل حيث تمكنت المرافق المملوكة للدولة من تعويض ذلك النقص، وفقًا لوكالة رويترز.

ماذا قال إيمانويل ماكرون عن الإضرابات في فرنسا؟

رفض ماكرون الموافقة على مطالب النقابات لعقد اجتماع، قائلاً إن النقابات كان لديها متسع من الوقت للتفاوض مع الحكومة على مدار الأشهر الماضية، وقد حان الوقت الآن لمراجعة البرلمان للإصلاح، الذي يتمثل الإجراء الرئيسي فيه. تمديد سن التقاعد لمدة عامين إلى 64.

وقال ماكرون في الرسالة التي نشرتها وسائل إعلام فرنسية: لا أستهين بالاستياء الذي تعبر عنه ولا خوف العديد من الفرنسيين من عدم تقاعدهم.

وأضاف ماكرون أنه لن يتنازل عن الحاجة إلى استعادة التوازن المالي الدائم لنظام التقاعد من أجل ضمان معاشات الأجيال القادمة.

وتنظم النقابات مسيرتها الاحتجاجية الثامنة على مستوى البلاد منذ يناير الماضي، وجرى توقيت هذا الإجراء ليتزامن مع اجتماع مغلق لسبعة أعضاء في مجلس الشيوخ وسبعة نواب في مجلس النواب سيحاولون التوصل إلى توافق في الآراء بشأن نص مشروع القانون.