فوق الخمسين عامًا قضاها الأمير بدر بن عبد المحسن في نسج شعره وخلق قصائده التي طافت أرجاء الوطن العربي ووصلت إلى العالمية؛ مكتوبة ومسموعة.
وخلال الرحلة الطويلة للبدر تغنّى بقصائده عديدٌ من كبار المطربين في الوطن العربي على اختلاف بلدانهم، كان أبرزهم صوت الأرض؛ الراحل الكبير طلال مداح.
مدّاح عاصر الأمير بدر في بداياته، وكان سببًا في تثبيت خطاه على طريق كتابة الشعر الغنائي ووصوله إلى النجومية، على الرغم من أن لقاءهما كان مصادفة قدرية.
مغامرة مداح مع البدر
رغم أن كبار النجوم لا يميلون عادة إلى المغامرة بالتعامل مع مؤلّفي القصائد ممن لا يزالون في بداياتهم، خاصة إن وصلوا إلى منزلة كبيرة عند الجمهور، فإن طلال مداح اختار خوض المغامرة مع الأمير بدر بن عبدالمحسن.
يقول البدر: كان الراحل طلال مداح من المطربين الذين لمسوا صوتي في قصائدي، وكان عنده استعداد لمشاركتي المغامرة في القصائد الأقرب للحداثة خاصة في بداياتي، ويكفيني أن أقول إن له الفضل الكبير في ظهور اسم بدر بن عبدالمحسن، حين غنَّى (عطر المحبة) وكانت محطتي الأولى معه ومع الشهرة.
مصادفة جمعت البدر ومداح
ينسب الأمير بدر بن عبدالمحسن شهرته في بداياته إلى الراحل طلال مداح، فهو -في نظره- كان وراء معرفة اسمه في الأوساط الفنية، حين كان لا يزال في بداية الطريق.
يقول الأمير بدر، عن لقائه بمداح: لما أعطيته قصيدتي الأولى، قرأها وقال إنه سيكتفي بتلحينها وستغنيها مطربة اسمها هدى مدّاح، رغم رغبتي أن تنطلق الأغنية من حنجرة طلال، فإنني لم أكن لأعترض وقتها على كلامه، إذ كنتُ لا أزال في مطلع طريقي ولم أكن أمتلك القوة لذلك.
يكمل البدر: بعد أن أعطيت طلال قصيدتي بشهر، صدف أن حضر في مسرح التليفزيون، وطُلبت منه أغنية وقتها، فاضطر لغناء قصيدتي إذ كانت مُلحَّنة وجاهزة للغناء، ومن حينها عُرف اسم بدر عبد المحسن وبدأ المشوار.
طلال مداح ظاهرة
تحدث الأمير بدر عن السمات الشخصية لطلال وعلاقتهما الخاصة جدًا قائلًا: عرفت طلال مدة طويلة، ولفت نظري في شخصه أنه كان بسيطًا لا يحب التفاخر بذاته، رغم ما كان عليه من المكانة التي تخوِّل له ذلك، إلا أن يستفزه أحد فيتفاخر.
وتابع: طلال كان ظاهرة، رغم صعوبة إطلاق هذا اللفظ على أحد، لكن طلال يستحقه، فهو لا يعدّ من الأشخاص العاديين ومع ذلك كان سمته التواضع.