مطلق العنزي يكتب:

قبل أسبوع، احتفلت نساء الأرض بـ«يوم المرأة العالمي» (8 مارس). وهو يوم خصَّصته الأمم المتحدة للاهتمام بمعاناة النساء، وتسليط الضوء على أوضاعهن وحقوقهن.

والحقيقة التي لا يود العالم الاعتراف بها أن المرأة هي المخلوق المضطهد طوال التاريخ، ولا تزال ترفس بالأغلال ذاتها. حتى الحضارة الغربية التي تدّعي الحقوقية، حررت المرأة صوريًّا وبكثير من الضجيج وقليل من الفعل، وفي نفس الوقت أنتجت الكثير من صيغ العبودية للمرأة بعناوين ماكرة خداعة، ظاهرها حقوقي، وباطنها سموم وفيروسات تنهش قلوب النساء وأجسادهن، وتقتات أمشاجهن، وتُصادر آدميتهن بأبشع ما عرفه التاريخ من الامتهان.

والدليل أن الحقوق صورية وخدّاعة، لا تزال النساء الفقيرات، حتى في مرابع الضجيج الحقوقي في أوروبا وأمريكا، يعانين أشد المعاناة والتسليع العلني لأجسادهن، وتشغيلهن بما يشبه السخرة تحت سمع وبصر الحقوقية والنسويات. حتى غدت الحرية صورة أخرى لإهانة المرأة وإذلالها.

وفي السنوات الأخيرة تأسست نسويات، بعناوين الدفاع عن المرأة، لكنها شاركت في خدعة التدليس الكبرى؛ إذ استولت الأحزاب والأذرع السياسية على المنظمات النسوية، ومسختها إلى مكائن نفعية ومصالح حزبية وتوظيف أيديولوجي وخدمة سياسات دول، وتركت النساء يعمهن في الأغلال، ويعانين أشد البؤس، يقتتن الدموع والآلام، ويحيين المآتم وعد جنائز أحباب تلتهمهم حروب الكره التي تهندسها القوى الغاشمة نفسها التي تكثر الضجيح بشأن حقوق المرأة.

والمَثل حاضر وحي وساطع كصواعق المآسي. في مخيم «الهول» بقايا ما سُمِّى عوائل داعش، حيث تحتجز آلاف النساء البريئات وأطفالهن، لسنين، في سجن واسع، بلا أي أمل قريب بحياة كريمة. ولا ذنب لنساء المنافي هؤلاء سوى أن القدر وضعهن في الجغرافيا الخطأ. وكذلك اللاجئات السوريات في تركيا وشمال سوريا وفي لبنان والعراق أيضًا يعانين عنت الظروف ووحشية الحروب وتجّارها. وآلاف النساء العراقيات زُجّ بهن في مراجل السجون السرية الطائفية في العراق، فيما الأمريكيون الديمقراطيون يغمضون عيونهم.

وتتجاهل منظمات حقوق الإنسان نساء العذاب، وتتناساهن «النسويات» اللائي يُشحن بوجوههن عن كل عذابات حقيقية للنساء، فيما يتداعين لإحياء المناحات الصخابة حينما تُحاكم سعودية أو مصرية دساسة توظف نفسها في المكائن المعادية لوطنها.

• وتر

تبتلع دمعها المر.. وآلام المنافي.. وتعد الجنائز

تجار الحروب يشهرون سياطهم.. وبنادقهم..

لا صباح هنا؛ إذ تضن الشمس بضيائها،

بعيدًا خلف الأفق، وما وراء ذرى الجبال،

هنا.. فقط ظلام وراء وظلام.. وسياط متوحشة..

@malanzi3