استهل احتفاء عام الشعر العربي الذي تنظمه أكاديمية الشعر بدعم من هيئة الأدب والنشر والترجمة في جامعة الطائف، سلسلة المحاضرات والجلسات الحوارية والنقدية والأمسيات الشعرية التي تشمل عددًا من الموضوعات ذات العلاقة بالشعر العربي في عام احتفائه، لإثراء المعرفة، والجمع بين الأدباء والشعراء والنقاد والمثقفين تحت سقف واحد في محافظة الطائف.
وتناول المتحدثون والنقاد والمهتمون بالفكر والأدب ومتذوقو الشعر -من داخل قبة فعاليات روي- دور العديد من محركات المشهد الشعري، بتسليط الضوء على أهم هذه المحركات، والأدوات الجلية ودورها التاريخي المتجذر في تحريك المشهد الشعري، والقيم الإنسانية ودلالات الاحتفاء، بما يتناسب مع طموحات المجتمع في مستوى الطرح وقفزات التطور التي يشهدها القطاع الثقافي في المملكة.
الجذور التاريخية والقيم الإنسانية ودلالات الاحتفاء
وبدأت أولى الجلسات في محورها الأول عن الجذور التاريخية والقيم الإنسانية ودلالات الاحتفاء، وقالت د. رانية العرضاوي: الشعر العربي القديم يحمل شخصية فريدة لم تتكرر عبر الأزمنة، فقد تكون فيها الشعر داخل بيئة مختلفة تمامًا عن بيئة اليوم.
وأكدت أن النقد الأدبي الحديث جاء إلينا محمولًا على أكفان الترجمة، لذلك أخطأنا كثيرًا في تلقي الأدوات، ولربما فهمنا بعضها بشكل خاطئ.
وأشارت إلى أن النقد الأدبي بمنهجيته يقتل أو ربما لا يحسن أن يخرج كنوز القصائد بالشكل الواضح، فيحمل الشعر أدوات يجب علينا تطويرها وإخضاعها لممكنات واكتنازات الشعب العربي القديم، التي حملت إبداعات مختلفة، وهو ما نحتاج إليه في المرحلة القادمة.
وقالت إنه حين يتخلى القارئ أو الناقد عن الأدوات المعاصرة في خفايا الشعر العربي القديم، سيظل الشعر على رفوف حبيسة يعلوها الإهمال.
الذائقة السائدة تميل نحو الصوت العالي في إلقاء الشعر
تساءلت د. العرضاوي عن عدم أخذ الشعر العربي حقه قديمًا، مؤكدة أن الذائقة السائدة تميل نحو الصوت العالي أو المرتفع في إلقاء الشعر، كالمعلقات الشهيرة، وننسى في الجانب الآخر شخصيات شاعرية مهمة عبروا عن ذائقتهم الشعرية بتعبير الفرد وليس تعبير الجمع.
كما شمل الاحتفاء بعام الشعر العربي 2023 في يومه الأول ورش عمل مصاحبة بعنوان مدخل إلى الأوزان الشعرية قدمها د. أحمد نبوي، وأمسيات شعرية أوليه تصافح الجمهور بالشعر العذب، بدأ أولى طلائع أبياتها الشاعران محمد السكران وعبد المجيد الذيابي.