د. شلاش الضبعان يكتب:

حل بالأمس علينا يوم السعادة العالمي الذي يوافق 20 مارس من كل عام، ونحن «ولله الحمد» في ظل هذه النِّعَم التي نعيشها، من عقيدة وقيم وأمن وأمان وترابط، كل أيامنا هي أيام سعادة.

وكما أن هناك مَن يستشعر هذه النِّعَم ويسعى للسعادة بالمحافظة عليها، مصداقا لحديث المصطفى «صلى الله عليه وآله وسلم»: «إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن، وأن يفرج عنه غمًّا، أو يقضي عنه دَينًا، أو يطعمه من جوع»، فهناك من يسعى في تنغيص سعادته وسعادة الآخرين بقوله أو فعله، وقد قرأت طرفة معبرة تقول: بعض الناس يدور الحزن بكل طريقة! تلقاه مبسوطا ومسافرا وتجيه هدايا، لكن إذا جاء يكتب أو يصور؟ يقول: اشتقت لجدي اللي مات قبل ٩٠ سنة!.

رفقاء عدو السعادة هذا كُثر، فهم ينشرون الإحباط والتشاؤم في كل مكان يحلون فيه مع شديد الأسف، بعضهم يتطوع كل صباح ليتحفك برسالة جماعية عن انهيار العالم والكساد الاقتصادي والتصحر، والبعض الآخر في مواقع التواصل الاجتماعي أيضا متخصص في الإيذاء والتخويف ونقد كل شيء حتى ولو كان إيجابيا، وبعض أصحاب السعادة المديرين أيضا يدمر سعادته وسعادة مَن حوله بالتذمر من كل شيء حوله، بداية من ميزانية إدارته، ومراجعيه الذين يحطمون إبداعاته حسب ظنه، والموظفين الذين يعملون معه والذين لا يتمتعون إلا بما هو سلبي في رأيه، وبعض الأزواج والزوجات يرون الجميل في كل مكان إلا في بيوتهم، ولا يمكن أن يثنوا على شيء إلا ويتبعوه بكلمة «ولكن»، وعلى هؤلاء قِس!

لا يجب أن نسمح لأعداء السعادة بأن يتواجدوا في حياتنا أو يسمموها، فضغوط الحياة تكفي، ولذلك نحذر أن نكون منهم ونفر من مناطق تواجدهم بكل وسيلة.

أمورنا كلها خير وسعادة وإلى خير وسعادة بفضل الله، وفي الحديث الشريف يقول من لا ينطق عن الهوى «صلى الله عليه وآله وسلم»: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له»..

فقط استشعروا ما أنتم فيه، وزيدوا مساحات سعادتكم، في قلوبكم وبذكر الله تطمئن القلوب، وفي بيوتكم بتحويلها إلى شراكات تميز، ومقار عملكم بالإيجابية والبُعد عما يثير عكسها، وبمشاريع عطائكم، وكم من فقير سعيد وثري عدو للسعادة.

@shlash2020