أحمد الجبير

أخذت جائزة الملك فيصل «طيّب الله ثراه»، على عاتقها دورًا مميزًا، وكبيرًا في خدمة الإسلام والمسلمين، منذ عهد الملك فيصل «يرحمه الله»، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان «يحفظهما الله»؛ مما ساهم في رفع مكانتها، وجعل الحصول على الجائزة شرفًا علميًّا كبيرًا، وأكسبها الثقة، والاحترام الدولي.

ويحق لنا أن نصفها بمؤسسة الملك فيصل للثقافة والعلوم، والعلاقات الدولية والإنسانية، وأن ننظر إليها كمنارة، ومبادرة في تعظيم القوة الناعمة السعودية كمؤسسة مهنية، واحترافية في أعمالها؛ مما جعلها تبدو مختلفة، وذات اعتبار دولي، فكثيرة هي المؤسسات التي تمنح الجوائز، لكن جائزة الملك فيصل «طيّب الله ثراه»، تبدو مختلفة بسبب الضوابط، والأسس العلمية التي أسست عليها.

هذه الجائزة جاءت نتاجًا لرؤية عظيمة لتخليد ملك كان له ولأبنائه دور وطني، ودور في السياسة الدولية والإقليمية، حيث إن تخليد ذكرى الفيصل بجائزة علمية، هي تخليد للقادة السعوديين، وممن خلّدهم التاريخ بأحداثه، وقضاياه ومواقفه، ولهذا فهي جائزة أسهمت في إحداث حراك علمي، وثقافي وإداري على المستوى الوطني، والإقليمي والإسلامي والعالم.

مساء الإثنين الماضي، وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان «أعزه الله»، دشَّن سمو أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر «يحفظه الله»، حفل منح الفائزين بجائزة الملك فيصل «يرحمه الله»، بحضور سمو الأمير تركي الفيصل، نيابة عن سمو الأمير خالد الفيصل «يحفظهما الله»، وعدد من أصحاب السمو الأمراء والأميرات، والمعالي الوزراء، وجمع من المسؤولين والإعلاميين.

فجائزة الملك فيصل «يرحمه الله»، تأسست في عام 1979م، حيث أعلن سمو الأمير خالد الفيصل مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية في عام 1397هـ إنشاء جائزة عالمية باسم والده الملك فيصل «يرحمه الله»، ومنحها لمَن يخدم الإسلام، والآداب واللغة العربية، والطب والعلوم، وتفيد الإحصائيات أن الجائزة منحت منذ إنشائها إلى أكثر من 230 فائزًا من 40 دولة.

وتعتبر جائزة الملك فيصل بن عبدالعزيز «طيّب الله ثراه»، من أبرز الجوائز الثقافية، والعلمية على مستوى العالم، وهي تحمل اسم الملك فيصل «يرحمه الله»، حيث كان الملك فيصل معروفًا بدعمه للعلوم الإسلامية، والعلمية والثقافية، وقد حظيت بتقدير، واهتمام كبير من المجتمع العلمي، والثقافي المحلي والعربي والإسلامي، والعالم المتقدم.

فالجائزة جاءت تخليدًا لذكر ملك استثنائي، ومخلص لوطنه، ومحب لشعبه، وهي تمثل التقدير والاحترام لهذه الشخصية الملكية الفذة، والتي أسهمت في العديد من النجاحات الوطنية، والإقليمية والعربية والإسلامية، والتقينا بكثير ممن كان لهم دور هام في صناعة الجائزة، والإشراف عليها، وكم أثلج صدورنا أن جُل تركيزهم منصبّ على جودة معايير الجائزة وأخلاقيتها.

وتوّجت الجائزة في دورتها 45 إلى 8 شخصيات عربية، وعالمية بمجالات خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، والطب والعلوم، واللغة العربية، ونحن نسعد، ونفخر بهذه الجائزة المميزة، والراقية لتبنّيها ورعايتها خدمة الإسلام، والأمة الإسلامية، وتطوير فكر الإنسان المسلم، فكل الشكر لسمو الأمير خالد الفيصل «يحفظه الله»، على تأسيسه الجائزة، وإنجازاته العظيمة.

كما تشرّفت بحضور حفل منح جائزة الملك فيصل «يرحمه الله»، بدعوة كريمة من سمو الأمير خالد الفيصل «يحفظه الله»، مدير مؤسّسة الملك فيصل الخيرية، ورئيس الجائزة، حيث حظي الحفل بحضور كبير، وتنوّعت فقراته، ونشكر القائمين على الجائزة، وهو بلا شك جهد عظيم يستحقون عليه الشكر، في ظل توجيهات ملك الحزم، والعزم الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان «يحفظهما الله».

ahmed9674@hotmail.com