سالم اليامي يكتب:@salemalyami

المنطقة كانت وما زالت ونتمنى ألا تظل متوترة، ومستنفرة، دائما للأسوأ. القضية الفلسطينية أصبحت مستعصية ليس على الحل بل حتى على التهدئة، والتبريد كما يقال. الحكومة الحالية في إسرائيل بتركيبتها المعروفة أحد أهم عناصر التوتر، والغريب أن الأطراف العربية التي يمكنها التعامل مع إسرائيل للعمل على ما يكون عونا للفلسطينيين لتحمل مشاق الاحتلال، أصبحوا عاجزين اليوم عن تقديم حلول تهدئة لسبب بسيط أن الجانب الإسرائيلي وبناء على التحالفات الداخلية أصبح غير قابل للتعاون، والتفاهم. أخطر ما تتعرض له المنطقة اليوم التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد الفلسطينيين والتطاول غير المقبول على الأطراف العربية الأخرى التي طالما سعت للبحث عن حلول وسط تنزع بها فتيل الأزمات المتكررة والتي يكون منشأها بالعادة الجانب الإسرائيلي. الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة نتنياهو تواجه انسدادا في الأفق في علاقاتها الثنائية مع الولايات المتحدة الأمريكية لأن هذه الحكومة ببساطة ترفض الحل التي تراه أمريكا مناسبا لمعضلة المنطقة وهو حل الدولتين وهذه الحكومة تستمر في تدمير القرى والمناطق العربية، لتنشأ مكانها مستوطنات جديدة مخالفة لكل تعهدات الجانب الإسرائيلي مع الأمريكان ومع الأوروبيين وفي المقام الأول مع الأطراف العربية الساعية دوما للبحث عن تهدئة. آخر الانسدادات في الأفق العربي - الإسرائيلي وبعد التصعيد الخطير في الأراضي العربية المحتلة حالة التوتر التي تشهدها العلاقات الإسرائيلية - الأردنية والتي تفقد الجانب الإسرائيلي الرسمي كل مصل مصداقيته هي حادثة وزير المالية الإسرائيلي الذي قال قبل أيام بأنه ليس هناك شيء اسمه حضارة فلسطينية ولا شعب فلسطيني وزاد على هذه التصريحات المتشددة والتي تحث على الكراهية في الطرف الآخر أن عرض خريطة لإسرائيل تظهر فيها مساحتها تشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية والمملكة الأردنية. هذه موضوعات تهدد الاستقرار في المنطقة وتفشل كل مساعي التهدئة التي بذلت بمناسبة حلول الشهر الكريم. الأردن وكحق طبيعي تفاعل مع الأزمة بما تستحق وأصدر مجلس النواب الأردني قرارات تؤثر على العلاقات الإسرائيلية - الأردنية، العالم العربي عبر مسئولين كبار وسياسيين رسميين أدان هذه التصريحات والممارسات. وأعلن الرفض التام لها. الأطراف الدولية الكبرى والراعية لعملية السلام وسيرها المتعثر في المنطقة رفضت هذا المنهج الإسرائيلي بشكل قاطع حيث أعرب الاتحاد الأوروبي أن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية وبعض منتسبيها مثل وزير المالية عمل غير مقبول، هناك مشكلة قديمة في السياسة الإسرائيلية وهي أن الطرف الآخر لا يعرف نوايا الإسرائيليين حتى وإن كان حليفا لهم.