رهن عدد من البرلمانيين والسياسيين الليبيين نجاح مهمة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، بإقامة الانتخابات الليبية الرئاسية والتشريعية في نهاية العام الجاري، بضرورة التوافق بين القوى العسكرية في شرق وغرب البلاد، خصوصا بعد الاجتماع الأخير في العاصمة طرابلس الذي جمع عدد من القيادات العسكرية من الطرفين.
وقال عضو مجلس النواب الليبي صالح فحيمة: باتيلي يحاول حرق المراحل ويقوم بما لم يسبقه إليه أحد من المبعوثين السابقين، لكن نجاحه يتوقف على مدى قدرته على الاستفادة من التجارب السابقة وعدم إهمال خطوات سلفه، التي ربما لم يكن ينقصها سوى التوفيق بين القوى العسكرية المتقاتله شرقا وغربا.
وأضاف فحيمة: أغلب الليبيين ينظرون إلى الخطوة بعين التفاؤل ولكن أخشى أن يجتمع الفرقاء على هدف مؤقت سرعان ما سينفرط عقدهم بعد الوصول إليه لتظهر النار من تحت الرماد مجدداً.
توحيد القوى العسكرية
تابع: ما لم تتوحد كل القوى العسكرية تحت مؤسسة نظامية حقيقية (جيش - شرطة) وبقيادة موحدة تنضوي تحتها كل البنادق غير الشرعية، فإن خطر الاختلاف بعد بلوغ المرام وارد ومحتمل.
وأوضح: سيكون الشقاق حينها أعنف بمرات مما هو عليه اليوم وخير دليل ما حدث في العام 2011، إذ لا يخفى على أحد أن كل البنادق المتقاتله اليوم جمعها هدف إسقاط النظام في ذلك العام، ثم اختلفت بعد أن تحقق هدفها وأسقطت الدولة برمتها ليس فقط النظام.
فيما سلط عضو مجلس النواب الليبي خليفة الدغاري، الضوء على المعوقات التي تعترض مساعي المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي لإجراء الانتخابات، مؤكدًا أنها تهدد بفشل الانتخابات قبل أن تبدأ.
مجلسا النواب والدولة
وقال الدغاري، إن باتيلي نسي أو تناسى أن دعوته لإجراء انتخابات عامة شأنا داخليا بين مجلسي النواب والدولة ناهيك عن غياب الأسس والبيئة الحقيقية والأرضية الصلبة لإجرائها، وضمان شفافية وقبول نتائجها؛ وفي مقدمتها عدم تطوير منظومات وآليات الانتخابات التقليدية القابلة للاختراق والتزوير.
وأضاف الدغاري أن باتيلي ربما يسعى لإجراء انتخابات من خلال تكوين قوة عسكرية وأمنية تحت إشراف خارجي لتأمين الانتخابات، متجاهلا الحكومات المحلية وحالة الانقسام بعيدا عن توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية الأساس الحقيقي لقيام الدولة.