خلال جولة اليوم في أحد أروقة سوق الندى بجدة التاريخية التقت أقدم بائعي السواك، والمسمى شيخ المساويك حسين عبد الله العبدلي، الذي امتهن هذه المهنة منذ ستينيات القرن الماضي وتوارثها عن الأباء والأجداد.
وأوضح أن مهنة بيع السواك في جدة من المهن القديمة التي كانت منتشرة في حارات جدة القديمة، وأنه في هذه المهنة منذ أن كان في الخامسة من عمره، وهي مهنة ورثها أبًا عن جد.
وقال إنه في العاشرة من عمره أصبح العائل لأسرته، فكان يذهب إلى الأودية والمناطق القريبة من تهامة الباحة لاقتلاع عود الأراك من الأشجار، ويبيعه بعد أن تعلم على مدى 6 سنوات طريقة تصنيع المساويك من والده.
ترميم الأسواق وتجديدها
تذكر العبدلي الزمن الماضي وأشاد بالحاضر بعد ترميم الأسواق وتجديدها لتصبح صالحة في كل مكان، مشيرًا إلى دهشة مرتادي المنطقة وكل المارة من دكاكينه وبسطاته عبر الطريقة التي كان الباعة ينظمون فيها سلعهم وتعلو أصواتهم لجذب انتباه رواد هذا الشارع.
وأضاف أن الترميم الذي تجريه الجهات المختصة بأمر من سمو ولي العهد، هو ترميم خير يحفظ المهن اليدوية والقديمة من الزوال إلى الأبد مع التقدم الحضري في العالم.
المسواك من جذور شجر الأراك
قال العبدلي إن المسواك يُستخرج من جذور شجر الأراك، وهي من الأشجار دائمة الخضرة التي تنتشر في المملكة، وكانوا يصدرونها من تهامة الباحة إلى مكة المكرمة.
وأشار إلى أن أجود أنواع السواك هو المعروف باسم أبو حنش، ويشتهر بحرارته ويوجد في أماكن بعيدة عن السيول، وينبت بمياه الأمطار فقط، موضحًا أن المساويك تنتشر في القنفذه والليث وجازان، وفي وادي بيش وأحد المسارحة، وعلى امتداد الطرق المؤديه الى تلك المدن.