ماجد السحيمي يكتب:

بعد حقبة فيروس كورونا، أصبح الأغلب يعرف ما هي الفيروسات، وما علاجها أو طريقة التعامل معها وتجنّبها، وأهم ما في الموضوع طرق العدوى؛ لنمنع أو نحد من انتشارها، ولكن في الجانب الآخر هناك نوع من العدوى نتمنى انتشارها، فأثرها جميل ورائع، أحدها عرفه العلماء على أنه تعبير وجهي يتشكّل من خلال ثني العضلات الأكثر وضوحًا التي تكون قريبة من طرفي الفم، تستعمل هذه العدوى عادةً للتعبير عن المتعة، أو السعادة.

تطوَّر هذا الشد العضلي ليصبح أحد اللغات والفنون، فأصبح أحد لغات الجسد، وفنًّا يحترفه مَن يريد السعادة، هذا الفن.. هذه اللغة، سمِّها ما شئت، هو طريقة جميلة لاستمالة النفوس وتطييبها وتطهيرها وتعطيرها ألا وهي الابتسامة، هي الشد العضلي الذي عرفناه أعلاه، ونتمنى انتشار عدواه بيننا بأسرع شكل ممكن.

الابتسامة نصَّ عليها الشرع، وأكدها رسولنا الكريم «عليه الصلاة والسلام» في عدة مواضع قولًا وعملًا، فضلًا عن دأبه في كل حياته «عليه الصلاة والسلام» مبتسمًا بشوشًا نضرًا، عطر المحيا، فقال «صلى الله عليه وسلم»: (تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة)، وقال «عليه أفضل الصلاة والتسليم»: (لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)، أو كما قال، مع متاعب الحياة وكثرة تفاصيلها وهمومها وقلقها وترقّبها، كم نحتاج إلى هذا الدواء الذي يُزكي النفس، ويشرح صدر الحياة؟

استثمار بلا رأس مال، ولا أي تكلفة، مضمون الربح على المدى القصير والمتوسط والبعيد. لقد أثبت كثير من الأبحاث الطبية أن الابتسامة تحسّن الحالة المزاجية والنفسية للفرد، كما أنها تخفف التوتر والإجهاد الذي قد يحدث نتيجة لذلك. تستخدم الابتسامة أيضًا علاجًا وقائيًّا لما قد يلاقيه المرء في حياته من همّ وحزن، الابتسامة تُجمل كل شيء، الصغير والكبير، الرجل والمرأة، الشاب والكبير، تجمّل وجهك في كل أحواله، تجعل من شيبات شعرك أقمارًا، ومن سواده سماء صافية في الليل، هي عنوان عن ألف كلمة ترحيب وضيافة وكرم، الابتسامة حل متعدد الاستخدامات، في عملك وأسرتك وبين أصدقائك وقبل كل ذلك مع نفسك، تفعّمك إيجابية وإشراقًا وألوانًا جميلة لحياتك الأجمل، مردودها النفسي والجسماني على مزاجك وصحتك، وأهمها قلبك، مردود عظيم لا تكاد تتخيّله، كم من ابتسامة ذوّبت جبالًا من الغضب ورمّمت صدوعًا من الجفاء، وبنَت جسورًا تهدّمت.

شدّوا عضلات وجوهكم قليلًا، فهي مفتاح لكل القلوب، تبدأ من قلوبكم قبل شفاهكم ووجوهكم، سلاحنا الأول في وجه كل حزن ونكد وتشاؤم وألمٍ تخففه مرة، وتمحوه مرة، وتمنعه مرات، ليت مَن يقرأ كلماتي من المستثمرين لننشئ ناديًا لثني عضلات الوجه، ونسمّيه نادي الابتسامة وننشر العدوى على كل المشتركين مجانًا.

وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل، بإذن الله، أودّعكم قائلًا: (النيّات الطيبة لا تخسر أبدًا)، في أمان الله.

@Majid_alsuhaimi