خالد السبع

وعاد شهر الخير شهر المكرمات، شهر المغفرة والعتق من النيران، عاد شهر رمضان بكل ما فيه من جمال وبذل وعطاء في وطن لا يعرف إلا العطاء من أقصاه الى أقصاه.

في المملكة العربية السعودية عمل الخير والإحسان يتضاعف مرات عديدة في شهر رمضان المبارك، وتتنافس القطاعات الحكومية والقطاع الخاص والقطاع غير الربحي على إعداد البرامج الخيرية والاجتماعية التي تبرز مدى عمق التكافل الاجتماعي الكبير .

مبادرات عديدة ومتنوعة وبرامج كثيرة متطورة انطلقت منذ بداية الشهر حتى كتابة هذه الحروف، ولا زال هناك العشرات بل المئات من البرامج المعدة حتى نهاية شهر الخير، وتستحق أن يفرد لكل منها مقال منفصل، ولأننا محكومون بالعدد في كل حياتنا سأكتفي بثلاث نماذج جميلة...

في القطاع الحكومي

هناك الحملة المميزة والتي دشنها أميرنا المحبوب سعود بن نايف وهي صحتك في رمضان، والتي تنظمها صحة الشرقية، هدفها التوعية والتثقيف الصحي خلال أيام الشهر الفضيل، حيث أثبتت هذه الحملة نجاحها في النسختين السابقتين وأعطت مفعولا كبيرا جداً .

أما في القطاع الخاص، التنافس في البذل والعطاء كبير جداً منذ اليوم الأول، حيث يسارع رجال المال والأعمال والشركات السعودية بالمساهمة بعشرات بل مئات الملايين من الريالات لدعم الجمعيات العاملة في المملكة مقتدين في ذلك بولاة الأمر حفظهم الله الذين دائماً وفي كل مناسبة يكون سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين هما السباقين لعمل الخير والحث عليه.

كما يوجد العديد من الجمعيات التي لديها برامج طموحة في شهر الخير مثل بناء، تراحم، إنسان، ترميم ، جود، ... على سبيل المثال لا الحصر، لوجود الكثير من الجمعيات العاملة في المملكة العربية السعودية .

رياضياً يستمر الهلال في التميز والتفرد في العمل الخيري والإنساني، هلال الخير كان العنوان الجميل للتعاون بين جمعية إطعام ومؤسسة الهلال الخيرية والتي من خلالها يتم تقديم 10الاف وجبة إفطار صائم في الرياض وجدة والدمام استثمارا لجماهيرية الهلال الكبيرة في مختلف المناطق واستمرارا في أداء الواجب الاجتماعي والإنساني العظيم.

ولأن الشعب السعودي الكريم أصبح يباهي ويفاخر بتقدمه التقني وتسخير التقنية لخدمة الإنسان وفي مختلف المجالات... ولأن المملكة تنفرد بوجود منصة لا مثيل لها على الإطلاق وهي منصة إحسان والتي تحتوي على عشرات بل مئات الخدمات المقدمة من قبل كافة الجمعيات والمراكز العاملة في القطاع غير الربحي.

فريق تم

9 من شباب وشابات الوطن من مختلف مناطق المملكة شكلوا فريقا أطلق عليه تم وذلك للمساهمة والمساعدة في الجهد الاجتماعي والإنساني واستثمار ما وفرته الدولة من منافذ آمنة للتبرع ومساعدة المعسرين...

خصص أعضاء الفريق مساحة عبر تويتر بشكل يومي ولساعات طويلة لاختيار حالات من منصة إحسان وعرضها وحث المجتمع على المساهمة فيها حسب المستطاع ودون تحديد. على مدى الأيام الماضية، يحضر في مساحة فريق تم المئات من أبناء الوطن وبناته للتنافس على سداد فواتير إحسان والفوز بالأجر والثواب حيث بلغ ما تم سداد حتى كتابة هذا المقال تقريبا نصف المليون ريال.

هذا هو المجتمع السعودي الحي الذي جبل على التعاون والتكاتف والتكافل واللحمة الوطنية الكبيرة وتفعيل وتنفيذ أكبر وأجمل المبادرات والبرامج الاجتماعية والانسانية.

حفظ الله وطن الخير وولاة أمره وكل من عاش على ترابه من كل مكروه

@khaled5Saba